بنت جبيل ــ داني الأمين
بهدف «القضاء على القلق النفسي للأطفال الناجم من الحرب المدمرة الأخيرة، وتوعيتهم على مخاطر الألغام والقنابل العنقودية». تقوم جمعية أطفال العالم لحقوق الإنسان بالتعاون مع جمعية «ألفا» اللبنانية الخاصة برعاية الإنسان ومحو الأميّة، وجامعة البلمند والصليب الأحمر اللبناني، وبنك بيبلوس والعديد من المهتمين، بحلقات تعليمية ترفيهية تهدف الى تزويد الأطفال معلومات عن القنابل العنقودية وأشكالها وأحجامها وكيفية التعامل معها وأماكن تواجدها. وذلك في إطار برنامج منظّم يضم أكثر من 2000 طفل تراوح أعمارهم بين 5 سنوات و13 سنة، موزعين على 17 مركزاً في قرى وبلدات بنت جبيل، بإشراف العديد من الاختصاصيين والمتطوعين.
تقول منسقة البرنامج سلمى فواز: «نقوم بسلسلة نشاطات موزعة على قرى القضاء، تهدف الى التخلص من التوتر النفسي للأطفال الناجم من الحرب، وتزويدهم المعلومات اللازمة للوقاية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية، وتكرّس هذه النشاطات في حفلات كرمس متنقلة في أكثر من بلدة في القضاء، كل 15 يوماً». أما المنسقة النفسية التابعة لجمعية أطفال العالم لحقوق الإنسان «كاترين ديبريج» فقد أشارت إلى أن «هذه النشاطات الترفيهية تقدم للأطفال معلومات طبية بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، إضافة إلى تعليم الأطفال كيفية التعبير عن آرائهم ومشاكلهم والانفتاح على العالم الخارجي بغية الخروج من المشكلات النفسية التي سببتها حرب تموز الأخيرة، ونحاول إقناع هؤلاء الأطفال بأنهم لا يعانون المرض والخوف بل إن الوضع الذي مرّوا به هو غير طبيعي ويحتاج الى العمل للخروج من تداعياته». وتؤكد ديبريج أن «الأطفال يعانون اضطرابات نفسية مختلفة، مثل سرعة البكاء، والخوف من النوم منفردين، والخروج من المنزل ليلاً».
يقول عمر، أحد أفراد وحدة تعزيز الوقاية من الألغام التابعة لجامعة البلمند، «نقوم بتدريس الأطفال كيفية التعامل مع الألغام والقنابل العنقودية بأسلوب ترفيهي ومنظّم، يسمح لهم بالتعبير عن تساؤلاتهم وأفكارهم الباطنية، بعيداً من المحاضرات والتلقين».
أما الميجر متّي، أحد أفراد القوات البلجيكية التي تشارك في حملات التوعية هذه، فيقول: «نهدف الى إطلاع الأطفال على الأشياء الغريبة التي قد يجدونها على الطرقات وفي الحقول، وعلى الأجسام التي تنذر بوجود قنابل عنقودية في المنطقة أو المكان الذي توجد فيه، وكيف عليهم التعامل معها والتبليغ عن وجودها». هذا ويتخلل كل كرمس ألعاب بهلوانية ورياضية ورسومات كاريكاتورية، ويعمد بعض المتطوعين الى تلوين وجوه الأطفال بما يتناسب مع الحفل وحسب رغبة الأطفال ومشاعرهم.