البقاع الشمالي ــ رامي بليبل
بعد مضي أقل من 24 ساعة على اختطاف النقيب في قوى الأمن الداخلي مصطفى ر.، وهو أحد ضباط شرطة مجلس النواب، ونجل رئيس بلدية اللبوة الأسبق، أطلق الخاطفون عند الثانية والنصف من فجر أمس الضابط المختطف الذي عاد وحيداً من مكان الاختطاف إلى أحد منازل آل أمهز في بلدة مقراق البقاعية، الواقعة بين بلدتي اللبوة وعرسال، ومن ثم إلى منزله. وقال مصدر أمني إن الضابط تعرض للتعنيف خلال اختطافه، إذ بدت الحروق في ذراعه اليمنى وجسمه، إضافة إلى بقع زرقاء، ولم تتمكن «الأخبار» من تأكيد هذا الخبر.
وتضاربت المعلومات حول أسباب اختطاف النقيب رباح التي تنوعت بين تخلّف الضابط عن تسديد مبلغ كبير كان قد استدانه من أحد أفراد عشيرة بقاعية نافذة، وخلاف بسبب فتاة، وكونه أحد ضباط شرطة مجلس النواب في قوى الأمن الداخلي وما لذلك من دلالات سياسية. إلا أن أهم ما في تلك الاحتمالات أنها تدحض الشائعات التي سرت بين أهالي اللبوة عن أن الخاطفين هم من أبناء بلدة عرسال، التي كانت قد حصلت بين بعض سكانها وعدد من سكان اللبوة خلافات واشتباكات خلال الفترة الماضية، ما يعني أن من غير المرجّح وجود علاقة للحادثة بأية خلافات سياسية أو طائفية بين أبناء البقاع الشمالي. وكان بعض المواطنين قد حاولوا توظيف الاختطاف في الإطار الطائفي والسياسي، وخاصة أن النقيب المختطف عاد من جهة عرسال.
وتطرح حادثة اختطاف النقيب أسئلة عديدة لدى المواطنين، تبقى الإجابات عنها لدى الأجهزة الأمنية المعنية بالتحقيق. وأبرز الأسئلة التي تتناقلها ألسن أبناء المنطقة: من وراء اختطاف النقيب من أمام منزله؟ وهل تصحّ الشائعات عن استدانة النقيب مبالغ مالية كبيرة (قيل إنها أكثر من 300 مليون ليرة)؟ وفي حال صحتها، فما هي حقيقة المفاوضات التي حصلت في ظلمة تلك الليلة حتى تمت عملية الإفراج؟ وهل سُدّد المبلغ المتوجب عليه أم أُرجىء إلى وقت لاحق بناءً على تعهدات ووثائق؟ وإن كان قد دفع فمن أين استُقدمت الأموال؟ ولماذا أُعيد الضابط بعد الإفراج عنه عبر طريق تطلق العنان لشكوك وتحليلات قد توقد ناراً طائفية، بين بلدتي اللبوة وعرسال خاصة، بُذلت جهود جبارة لإضرامها؟
إلى ذلك كثّفت القوى الأمنية تعزيزاتها وسيّرت دوريات مؤلّلة وراجلة شملت مختلف قرى البقاع الشمالي وبلداته، ونصبت الحواجز ودققت بهويات المارة. واستمرت الحملة حتى ساعات الصباح الأولى.