راجانا حميّة
تنطلق، اليوم، المرحلة الجديدة من المواجهة بين «أصحاب القضيّة» و«أصحاب القرار»، فبعد مشاوراتٍ معمّقة أجراها طلّاب كليّة الحقوق والعلوم السياسيّة وبعض مسؤولي المنظّمات الشبابيّة والطلّابية المعارضة، صدر القرار بـ«مبارزة» الرئيس مباشرة، وتقرّر تنفيذ اعتصام، الحادية عشرة من بعد ظهر اليوم أمام مبنى الإدارة المركزيّة. وأشار الطلّاب إلى أنّ الخطوات اللاحقة قد تبدأ الاثنين المقبل بإقفال مدخل الكلّية، منذرين بإقفال المجمّع ما لم تتم العودة عن «القرار الخاطئ».
من جهته، رأى رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر «أنّ القضيّة خرجت من الإطار الأكاديمي إذ يعمد الطلّاب إلى تسييسها، وهذا ما يضر بمصلحتهم ومصلحة مؤسّستهم»، وشددّ شكر على أنّ القرار بات نافذاً، مؤكّداً في الوقت نفسه، أن لا علاقة له بصدوره «فمجلس الوحدة مصرّ على قراره وأنا لن أعارض». وأشارت بعض الأوساط في الجامعة إلى أنّه «ما دامت القضيّة قد بقيت محصورة بين الفرعين الأوّل والخامس، فالطلّاب هم وحدهم في المأزق لا الجامعة». يذكر أنّ مجالس الفروع في «الحقوق»، باستثناء الفرع الثاني، عقدت، أمس، جمعيّة عموميّة، شدّد فيها الطلّاب على أنّ القرار الصادر «هو قرار ميّت ما دام لا يخدم مصلحة الجامعة وطلّابها». أمّا مسؤول شعبة «حركة أمل» في الفرع الأوّل هيثم بعلبكي الذي بدأ حديثه باسم طلّاب فرعه والقسم الفرنسي لمطالبة المسؤولين بالعودة عن قراراتهم، فقد استعان بـ«الحركة» للردّ على ما نشرته «الأخبار» في عددها أمس عن اجتماع الرئيس نبيه برّي وشكر، قائلاً «كنت أتمنّى أن أقف أمامكم كطالب لكن ما ذكرته بعض الصحف دفعني إلى أن أتكلّم باسم حركة أمل»، وإذا كان بعلبكي قد صوّب سهامه إلى رئيس الجامعة «الحكيم الحليم» مطالباً إيّاه «بالعودة عن الخطأ»، فهو لم يستثنِ من هجومه «الفريق الذي يسعى إلى تخريج دفعاتٍ صامتة». ولم يوفّر ممثّلا الفرعين الرابع والخامس أصحاب القرار من «الشتائم»، إذ أشارا إلى «أنّ القضيّة أخطر من التشكيك في قدرات الأساتذة، فهم يريدون تفريغ الجامعة الوطنيّة من طلّابها، تمهيداً لبيعها وخصخصتها». وانفرد الحزب الشيوعي بكلمةٍ باسمه، وربّما شفع في ذلك كونه «والد فرج الله حنين، أوّل شهيد سقط دفاعاً عن الجامعة»، وقد أكّد ممثّل الحزب الطالب محمّد نصر الله «أنّ القرارات التي يتمّ تصديرها لا تزيد إلاّ من نسبة النازحين من جامعتنا إلى الدكاكين الخاصّة». من جهته، وجّه عميد التربية في الحزب السوري القومي الاجتماعي صبحي ياغي نداءً باسم المنظّمات الشبابيّة، لافتاً إلى «أنّ التآمر على الجامعة الوطنيّة ومصير الطلّاب غير مسموحٍ به». كما طالب بالعودة «عن القرارات الكيديّة والارتجاليّة وإعادة النظر بالنظام والقانون بدلاً من محاسبة الطلّاب والأساتذة».