صور ـــ آمال خليل
كان من المقرر أن يشهد خراج بلدة عين بعال (قضاء صور) عملية بناء معمل فرز النفايات الثاني في لبنان بعد معمل سوكلين في بيروت، إثر إعلان وزارة التنمية والإدارة المشرفة والاتحاد الأوروبي المموّل عن المشروع. إلا أن الشروط الجاهزة التي توافرت لم تكتمل بسبب عدول المتعهد عن تنفيذ المشروع «بعد اكتشافه أن تكاليفه زادت خلال الثلاثة أشهر التي مرّت بين تاريخ فوزه بالمناقصة في شباط الفائت وبين موعد بدء التنفيذ المعلن، ما يهدر الفرصة السريعة التي تريح بلدات قضاء صور المستفيدة منه، من الأثر البيئي الذي تسبّبه مكبّات النفايات المنتشرة في خراجها، وخصوصاً مكب دير قانون رأس العين؛ لأن وزارة التنمية الإدارية ستعيد دراسة عروض المتعهدين التي استدرجت في كانون الثاني الفائت، لإرساء مناقصة جديدة على أحدهم. إضافة إلى أن وزارة الصناعة لم تعط موافقتها النهائية على المشروع، علماً بأن التنظيم المدني للمنطقة يحدد بأن العقار ذاته، صالح لإنشاء معمل لفرز النفايات. إلا أن مصادر الوزارة برّرت التأخير في إقراره إلى أن المدير قد أوقف منذ مدة إعطاء تراخيص للمشاريع المقدّمة.
رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني رأى «أن معمل فرز النفايات الذي يستلزم بناؤه 10 أشهر، هو ثمرة أحد المشاريع التي قدّمها اتحاد البلديات للاتحاد الأوروبي لطلب التمويل وحصل على الموافقة قبل أشهر في إطار برنامج (مشاريع دعم البلديات في إدارة النفايات الصلبة). أما تكلفة المشروع البالغة 2 مليون و600 ألف يورو، فيتحمّلها الاتحادان بإشراف مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية بالتعاون مع وزارتي البيئة والداخلية والبلديات، ومجلس الإنماء والإعمار. ويشمل المشروع تنظيم حملات توعية بيئية حول أهمية الفرز وجمع النفايات من البلديات ونقلها إلى المعمل قبل البدء بمعالجة النفايات الصلبة الذي يستوعب منها بين 150 و200 طن يومياً. وأوضح أن الماكينات مقدّمة من وكالة التنمية الأميركية، أما تشغيل المعمل فستتولاه في السنتين الأُوليَين إحدى الشركات المتخصصة التي ستقوم بتدريب فريق من الاتحاد يتسلّم إدارته بعد ذلك. كما أكّد الحسيني بأن الاتحاد سيقفل نهائياً جميع مكبّات النفايات العشوائية، ومن بينها مكب دير قانون رأس العين.
يؤكد المهندس حسن دبوق الذي أشرف على إعداد المشروع في اتحاد البلديات، أن «المعمل يتمتع بمواصفات تقنية عالية مكّنته من الحصول على جميع التراخيص المتوجبة من الوزارات المعنية، ولا سيما بعد دراسة بعده الكافي عن أقرب مركز سكني والأثر البيئي وإمكانات السوق لتسويق البضائع الناتجة عن إعادة التدوير (البلاستيك والحديد والزجاج ومقوي التربة) وخصوصاً أن التسويق من شروط التمويل». دبوق الذي يأمل ألّا تحدث أي ثغرة خلال التشغيل، أكّد أن «البديل جاهز لمواجهة أي عطل يطرأ على إحدى الماكينات المستخدمة كمنعه التخمير الهوائي للنفايات، وإذا حصل تخمير لاهوائي كتفاعل غاز الميثان بينها، فإن الماكينات الأخرى تضغط الهواء وترفعه إلى الفلاتر الهوائية الجاهزة لتعالج الروائح المنبعثة لئلّا تتسرب إلى خارج المعمل الحديدي».
على خط مواز، فإن جمعية الشبّان المسيحية وفي إطار برنامج دعم البلديات في إدارة النفايات الصلبة، ستنقل معمل فرز النفايات الذي أنشأته في بلدة معركة حيث يقع بجوار مدرستين إلى خراج بلدة زبقين ليتولى الفرز اليدوي لنفايات القرى المحيطة.