شهدت لندن في الشهر الماضي عدة مزادات علنية لتحف تعود إلى الفترة الإسلامية، وقد لفت الأنظار المبالغ الخيالية التي دفعها شارٍ واحد، هو الشيخ سعود الثاني الذي يمثل متحف الفنون الإسلامية في قطر. وهذا المتحف، الذي لم يتم حتى الآن إنجازه وإتمام مجموعته، يتوقع أن تفتح أبوابه في السنة المقبلة. وقد عمل القيّمون عليه على شراء قطعه منذ عدة سنين، وقد تميّزوا بتصلّبهم في اقتناء تحف معينة ودفع مبالغ كبيرة للحصول عليها. فخلال الشهر الماضي، وفي لندن فقط، دفع هذا المتحف ما يقارب السبعة ملايين دولار أميركي لشراء نحو 100 تحفة. ومن مقتنياته الجديدة: قطعة قماش عثمانية تصل إلى سبعة أمتار كانت تغطي حجر الكعبة، وختم مملوكي نادر يعود إلى القرن الخامس عشر، مصدره مصر، وبوصلة من القرن الثالث عشر تشير إلى موقع أهم المدن الإسلامية في تلك العصور، ومجموعة واسعة من الخزفيات الفارسية.
تجدر الإشارة إلى أن إنشاء متاحف جديدة، إن في قطر أو في دول الخليج الأخرى، يتطلب عدداً ضخماً من التحف الأثرية. وتماماً مثل أي حركة تجارية أخرى، قد تولّد زيادة الطلب بهذه الأسعار الخيالية الحاجة إلى تلبية «رغبات السوق»، ما قد يؤدي إلى موجات سرقات هائلة للآثار الإسلامية في دول منشئها. وهو أمر محزن جداً، لأن القطعة سواء كانت في الشام أو بغداد أو قطر لا تزال على أرض إسلامية، ولكن الفرق أنها في «موقعها» وتاريخها المرتبط فيها وليست مجرد تحفة بين مئات التحف الأخرى.
يذكر أن دول شمال أوروبا كانت قد تخلّت أخيراً عن مبدأ إنشاء متاحف بقطع أصلية رفضاً منها لتمويل سرقات الآثار، لذا استبدلت الشراء بالنسخ. فعمدت إلى إقامة متاحف تستعمل مبدأ نسخ أجمل تحف العالم من خلال الطلب إلى فنانين نسخ التحف العالمية بحيث تصبح زيارة المتحف أشبه بسفر مكوكي إلى أكبر المتاحف العالمية مثل «اللوفر» أو المتحف البريطاني.