آمال خليل ـــ بهيّة العينين
انتبه لحظة، إنهم أطفال من المخيمات الفلسطينية في لبنان يشكّلون مشروع مصوّرين درّبتهم جمعية مهرجان الصورة ذاكرة، على التصوير في عقر مخيماتهم ضمن مشروع لحظة. الأطفال رسموا وصوّروا أحوالهم بعيونهم قبل أن تختار الجمعية 120 صورة لعشرين طفلاً فائزاً، تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة، يعرضونها في معرض يجوب دولاً عدة بعد لبنان بتمويل من مبيع الكتاب الذي يضمّ هذه الصور.
في الكتاب المنتظر سنقرأ اسم خليل هويدي (9 سنوات) مكتوباً تحت مجموعة صور التقطها للأشياء الكثيرة التي لا يحبها في مخيم الرشيدية حيث يسكن. الأوساخ المرمية على الشاطئ حيث يقف بانتظار شد شباك الصيد مع والده الصياد، والشوارع القذرة والبيوت المهدمة. صوّرها خليل «ليرى الناس الذين لوّثوا المخيم فظاعة ما اقترفوه». تمكّنت كاميرا خليل التي قدّمتها له الجمعية لأسبوعين، من التقاط أشياء يحبها لكن كانت خارج المخيم؛ الألوان والأشجار والورود والطيور في البساتين المجاورة في دير قانون رأس العين حيث يرافق والده للعمل فيهالكن غاية جمعية ذاكرة بتنمية موهبة التصوير لدى الأطفال، لم تنطل على خليل الذي يريد أن يتابع دراسته بل يفضّل أن يعمل قصّاباً مع صديقه خالد. لكن الأختين نور (7 سنوات) ومروة (10 سنوات) استهوتهما الفكرة الجديدة على بيتهما الصغير المعتم الذي يحتمي بلوح (زينكو) مهترئ يتطفّل على معظم صورهما. تفضّل الفتاتان لو تعيشان خارج المخيم وتصوّرانه من على بعد «كما يفعل المصوّرون الكثر الذين يتوافدون إلى المخيم» ويتقمّصون معاناته لوقت قصير قبل أن يغادروا».
بعد انتهاء مهلة التصوير وجمع الكاميرات من الأطفال وتظهير الصور، دعت الجمعية الأطفال المشاركين في المشروع من مخيمات الرشيدية ومعشوق والبص والبرج الشمالي وجل البحر في حفل فني أقامته في ساحة الشهيد أبو جهاد الوزير في مخيم الرشيدية وحضره مسؤول حركة فتح في لبنان اللواء سلطان أبو العينين ومسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية آمنة جبريل وممثل المشروع الزميل رمزي حيدر.
الطفلة الفلسطينية مريم ألقت كلمة شكرت فيها الجمعية وجميع أصدقاء الشعب الفلسطيني في أوروبا وفرنسا على هذه المبادرة التي استفاد منها في حقل التصوير 145 طفلاً، ومن المنتظر أن تتابع تفاصيل هذا المشروع عن طريق إقامة معرض للصور في لبنان
والخارج.
واختتم بمجموعة من الأغنيات قدّمها الفنانان زياد سحاب وأمل كعوش، إضافة إلى عدة لوحات فنية راقصة من وحي ذكرى النكبة قدمتها فرقة الكوفية للتراث الشعبي الفلسطيني.