نادر فوز
دعا المسؤول السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان شفيق الحوت حركتيْ «فتح» و«حماس» إلى «وقف المسلسل الدموي الذي يهدف التحالف الصهيوني ــ الأميركي الى إثارته»، مشيراً إلى أنّ المجلس الوطني الفلسطيني، في حال وجوده، «كان ليضع حداً لتجاوزات هذه المنظمات».
كلام الحوت جاء في مؤتمر صحافي عقده أمس لمناسبة صدور البيان الختامي لـ«مؤتمر حق العودة» الذي استضافه المنتدى القومي العربي في بيروت خلال اليومين السابقين. وأوضح أنّ هدف المؤتمر الذي ضمّ عدداً من الشخصيات الفلسطينية المستقلة «تأكيد حماية حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره وترسيخه، وإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية التي نؤمن جميعاً بأنها أهم إنجاز وطني حققه الشعب الفلسطيني منذ النكبة».
واعتبر الحوت أنّ «المنظمة كانت ويجب أن تبقى وتستمر ممثلةً شرعيةً ووحيدةً للشعب الفلسطيني، ومرجعية هي وحدها صاحبة القرار في ما يمسّ المصير الوطني الفلسطيني»، مشيراً إلى أنّ الحقوق الثابتة للفلسطينيين تتمثل في حق العودة وتقرير المصير والسيادة الوطنية فوق أرض فلسطين.
وأعلن المنسق العام لمتابعة أعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور سلمان أبو سته تأليف لجنة متابعة للمؤتمر، ضمّت كلاً من بلال الحسن وعوني فرسخ ويوسف أبو زيه وفايز رشيد.
وتلا الحسن البيان الختامي الذي تناول في أولى نقاطه حق العودة الذي أصبح «هدفاً جامعاً لكل الأطياف السياسية الفلسطينية، وجزءاً فاعلاً في الثقافة الفلسطينية وأحد المطالب الأساسية للفلسطينيين». وفي ما يخصّ منظمة التحرير، لاحظ المشاركون أنّ هناك «قوى خارجية تعمل وتضغط في اتجاه إلغاء وجود المنظمة وتهميشه»، بهدف القضاء على وحدة الفلسطينيين وحقهم في العودة، وشددوا على ضرورة بقائها واستمرارها معتبرين أنّ «المحافظة عليها مهمة وطنية ومسؤولية تاريخية».
واعتمد المجتمعون مبدأ الانتخاب لاختيار أعضاء المجلس الوطني على اعتبار أنها «الوسيلة المثلى»، مطالبين بتعاون القيادات الفلسطينية في رئاسة المنظمة وفي رئاسة المجلس الوطني وتفهّمهم. ودرس المشاركون إمكان عقد مؤتمر شعبي موسع لعرض «التوجهات الأساسية التي تم التوصل إليها في هذا اللقاء التشاوري».
ومن توصيات المؤتمر، الفصل بين قيادتي السلطة ومنظمة التحرير، وتثبيت الميثاق الوطني الفلسطيني المقر عام 1968 كمرشد وموجّه للعمل الوطني، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، والتركيز على إعادة ربط القضية الفلسطينية بأبعادها العربية والإسلامية والإنسانية، والعمل الجاد على النهوض بشأن المرأة الفلسطينية. وأعلن المجتمعون تضامنهم مع النائب عزمي بشارة ضد المحكمة الإسرائيلية «التي تسعى إلى منعه من مواصلة نضاله الوطني».
وحصل إشكال في ختام المؤتمر الصحافي حيث حاول شاكر الجوهري، الذي عرّف نفسه بأنه صحافي، استفزاز الحوت عبر سؤاله عن سبب عدم مشاركته في لجنة المتابعة، ما أدى إلى تدخل بعض المنظمين وإخراجه من القاعة، وتردد لاحقاً أنّ الجوهري يعمل لمصلحة الاستخبارات الأردنية.
إلى ذلك أصدرت منظمة التحرير بياناً في ذكرى النكبة أشارت فيه إلى متابعة الشعب الفلسطيني النضال لإعادة تأسيس كيانه الوطني وبناء شرعيته بعيداً من «دهاليز المجتمع الدولي وبلاط الحاكم العربي».