البقاع ــ عفيف دياب ونيبال الحايك
«شذت» الفروع الرابعة في الجامعة اللبنانية ـــ البقاع عن أخواتها في باقي المناطق اللبنانية. فالطلاب لم «ينجحوا» في إجراء انتخابات مجالسهم، نتيجة انقسامهم الأفقي والعمودي، فيما تقف الإدارات على الحياد، وإن كانت تفضل التمديد للمجالس الحالية.
ممثلو الطلاب وقواهم السياسية أطلقوا سلسلة تبريرات و«اتهامات» مقنعة للبعض ومرفوضة من البعض الآخر الذي يهدد بخطوات «تصعيدية» عشية الامتحانات التي اتخذتها بعض مجالس الطلاب، حجةً لتأجيل الانتخابات.
وتقول مسؤولة طلاب التيار الوطني الحر في البقاع ماري تيريز إنّ الوقت تأخر جداً للانتخابات، مشيرةً إلى أنّ «المعارضة تشكل الثقل الأساسي في الكليات، وبالتالي لا خوف عندنا من إجرائها، على عكس ما تتهمنا به قوى الأكثرية الوهمية».
لكن، إذا كان الوضع الانتخابي لمصلحة قوى المعارضة فلماذا لم تجر الانتخابات؟ تقول ماري إنّ «الأجواء غير مناسبة من كل النواحي(...)».
التبرير لم يقنع طلاب قوى «الموالاة» أو فريق «14 آذار»، وهم في صدد دراسة خطواتهم التصعيدية خلال الساعات المقبلة. ويرى ممثل طلاب تيار المستقبل في البقاع محمد اللدن أنّ فريق «المعارضة»، وتحديداً «حزب الله» يقف وراء المماطلة في تحديد موعد الانتخابات، «فهم يسيطرون على المجالس، ولا مصلحة لديهم في الانتخابات، ولا سيما أننا سنحقق فوزاً في بعض الكليات». ويتهم اللدن بعض إدارات كليات الجامعة اللبنانية في البقاع بالوقوف مع «فريق ضد آخر، وغض الطرف عن الانتخابات». ويؤكد أنّ «لا مصلحة عند حزب الله وحليفه التيار العوني في إجراء الانتخابات التي نصر عليها حتى آخر لحظة، ولا ندري ما يخفون»؟!. ويقول: «نحن في صدد اتخاذ خطوات تصعيدية، حتى لا يتحول التمديد لمجالس الطلاب الحالية إلى سابقة تتكرر في كل عام جامعي وسط حجج وأعذار واهية».
الاتهام تدعمه القوات اللبنانية، فيستغرب رئيس مصلحة الطلاب في البقاع شربل الصقر تخلّف المجالس الطلاب عن الدعوة للانتخابات، ويقول: «نحن لا ننكر وجود قوة ناخبة مهمة لفريق المعارضة في الجامعة، ونعلم أن فوزهم سيكون مؤكداً في بعض الكليات، وتحديداً في كلية الآداب والعلوم الإنسانية». وعن التخلف عن الدعوة، يرى الصقر أنّ: «خوفهم من فوزنا في بعض الكليات هو السبب، لأنّ ذلك سيُظهر أنّهم في حال ضعف وتراجع، ويعرفون أنّهم سيخسرون في كليات ويفوزون في أخرى».
وفي مقابل اتهام «المستقبل» والقوات اللبنانية لحزب الله والتيار الوطني الحر بالوقوف وراء «المماطلة في عدم إجراء الانتخابات»، يبرر رئيس مجلس طلاب الفرع في كلية الآداب طارق الضيقة (حزب الله) عدم الدعوة لإجرائها بالقول: «الوقت أصبح ضيقاً، ونحن نتحضر للامتحانات، وبالتالي لا يمكن تضييع ساعة واحدة على الطلاب من أجل انتخابات».
ويضيف: «كنا نتجه إلى إجراء الانتخابات، لولا استشهاد زياد قبلان وزياد غندور وما رافق ذلك من توتر نفسي انعكس على الجامعة في البقاع ألزمنا بعدم الدعوة لتجنب المزيد من الانقسام، فنحن نسعى مع حلفائنا لتحقيق مزيد من الانسجام والتفاهم مع باقي الاتجاهات السياسية في الجامعة». ويؤكد الضيقة أنّ «لا أسباب سياسية وراء تأجيل الانتخابات، فلا يمكن ونحن مع نهاية العام الجامعي تشكيل مجالس طلاب تعمل لأسبوع واحد، وهو أمر غير مقبول في العمل النقابي الطلابي. ويرفض الضيقة كل اتهامات القوى الطلابية الأخرى و«لا خوف لدينا من الخسارة، وتحديداً في كلية الآداب التي تُعَدُّ معقلاً لحزب الله والمعارضة، كما في الكليات الأخرى، وأنّ هدفنا من وراء عدم الدعوة هو الإفساح في المجال أمام الطلاب للاستعداد للامتحانات وعدم مضيعة الوقت، كما أنّ معظم الطلاب لا يأتون إلى الجامعة بسبب التحضير وهم يعلمون أنّ وضعنا الانتخابي جيد جداً».