غسان سعود
خليــل: دعــوة بــري إلى التــوافق على رئيــس الجمهــوريــة لا تعني استبعــاد أحــد

أعلن النائب علي حسن خليل بعد زيارته رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في الرابية تفاهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري والعماد عون على معظم القضايا، نافياً وجود فتور بين عين التينة والرابية. وطالب بانطلاق الاستحقاق الرئاسي «من تفاهم لبناني لبناني أولاً»، موضحاً أن دعوة بري الى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية «لم تعن استبعاد أحد»، مؤكداً «أننا لا نزال أمام فرصة الوصول الى توافق على انتخابات رئاسة الجمهورية، والأهم أن نصل الى المرحلة التي نستطيع فيها أن نتحدث عن رئيس يوحّد بين برنامج وثوابت وطنية يُجمع عليها كل اللبنانيين».
وعلمت «الأخبار» أن اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة في حضور رئيس لجنة الاتصالات السياسية في «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وأحمد بعلبكي عن حركة «أمل» لم يهدف الى توضيح أي التباس بين بري وعون، بعدما أكدت الاتصالات بين قيادتي الطرفين في اليومين الماضيين تحريف بعض المواقف وسوء استغلالها لزعزعة ثقة أطراف المعارضة بعضهم ببعض. ولم يتخط بحث الشائعات التي أثيرت في شأن هذا الموضوع بضع دقائق انتهت إلى الاتفاق على تحصين صف المعارضة والحؤول دون اختراقه إن على صعيد الموضوع الرئاسي أو على مستوى الملفات الأخرى.
وبحث المجتمعون في ظروف ومضمون المبادرة التي يعدها عون، الذي اهتم بسماع وجهة نظر خليل من التطورات المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية وكل جوانب «أزمة الحكم». فيما تحفّظ عون عن إطلاع ضيفه على مضمون المبادرة.
وعلى هامش الزيارة، قالت مصادر مطلعة إن الرئيس بري لا يتشارك بالكامل، أقلّه حتى الساعة، في حساباته الرئاسية مع «حزب الله»، «ولا يملك الشعور نفسه تجاه العماد عون الذي لدى الحزب» لافتةً الى أن «العلاقة الخاصة التي تجمع قواعد الحزب والتيار والانسجام بين قيادتيهما، لا تمكن مقارنتهما بالعلاقة بين قواعد وقيادتي التيار والحركة، ذلك أن تفاهم الحزب والتيار خلق مساحة مشتركة واسعة تجمع قواعدهما. فيما طغى الحذر على علاقة التيار والحركة وخصوصاً ان الحركيين لم ينسوا بعد الأوراق البيضاء التي وضعها «تكتل التغيير والإصلاح» في جلسة انتخاب بري. كما أن بعض العونيين يرون أن رئيس مجلس النواب، بتحوله صمام أمان في نظر معظم الأفرقاء، احتل المقعد الذي سعى إليه عون».
إلا أن أوساط بري تؤكد «أن العلاقة السياسية بين الحركة والتيار تخطت هذه القشور، وعبّر الرئيس بري في مناسبات عدة عن تقديره الكبير للموقف التاريخي الذي اتخذه العماد عون أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان».
وفي السياق نفسه، يتحدث بعض نواب «التغيير والإصلاح» عن الاستقبال الدافئ الذي يخصهم به بري منذ انتهاء العدوان، وتقديمه ملاحظات إليهم لتطوير عملهم التشريعي وإنتاجيتهم. ويدعو أحد النواب إلى فهم موقف بري الداعم للرئيس التوافقي بصيغته الحقيقية، «كخطاب يتعارض بشدة مع موقف الدكتور سمير جعجع الأخير الداعي إلى انتخاب رئيس توافقي، والذي انتقد بصورة غير مباشرة، المنحى السياسي الذي يتبناه بري والبطريرك نصر الله صفير مشبّهاً إياه بمنحى أبو ملحم».
بدوره يرى عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ناصر نصر الله أن «الرهان على تباين كبير في وجهات النظر بين الرئيسين بري وعون مضيعة للوقت». ورحب بطرح العماد عون انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب «شرط تعذر انتخابه وفق الدستور والعرف»، موضحاً أن هذا الطرح قدمته الحركة قبل بضع سنوات ورُفض. وعزا مواقف بري الأخيرة التي بدت غير منسجمة بشكل تام مع خطاب «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» الى «شعور لدى قيادة الحركة بالحاجة إلى تهدئة التشنج السياسي».
وينفي باسيل، من جهته، «جملة وتفصيلاً» أي تباين جدي في الآراء، كاشفاً عن سعي «التيار» الى تطوير علاقته مع الحركة والارتقاء بها الى مستوى العلاقة بين التيار و«حزب الله»، مشيراً الى أن جمهور التيار «لم يميز حين تضامن مع الطائفة الشيعية واستقبل أبناءها النازحين إبان حرب تموز بين مناصري أمل وحزب الله».
وفي محصلة آراء الفريقين، ثمة إجماع على عدم وجود أمور خلافية في مواضيع البحث الآنيّة، لكن هذا لا ينفي بعض التمايزات في المواضيع العامّة، وخصوصاً أن لكل من التيار والحركة واقعه الخاص وظروفه. ويشير الطرفان إلى أن التنسيق المتقدم جداً بين التيار وحزب الله لم يمنع بعض الهفوات في الخطاب السياسي لكلّ منهما.