عاليه ــ عامر ملاعب
المكان: الباحة الخارجية أمام مبنى شعبة إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية ــ فرع عاليه.
المناسبة: وجود وزراء من نوع آخر قصدوا الطلاب في سبيل شرح قضية مهمة تعني كل أبناء الوطن.
فتح وزير الصناعة في حكومة الظل موريس بعينو ملفاً كان يتأبّطه ووزع منه أوراقاً تشرح أهمية الصناعة الوطنية، وقد تعمّد ارتكاب خطأ لغوي في الورقة حتى يتمكن بحسب رأيه «من استنتاج مدى اهتمام القراء والمطلعين إذا ما أبدوا ملاحظاتهم»، وقد كان بعينو محاطاً بوزيري الاقتصاد رويدا أبي داغر والتخطيط عارف أبو فراج وبعض الأساتذة والطلاب، وقد ارتبك المنظمون في المفاضلة ما بين استعمال مكبّر للصوت وعدم سماع ضجيج مولد الكهرباء، فاختاروا إطفاء المولد ومخاطبة الطلاب من دون «المكبّر». أما بعينو فقال: «نرى مشاهد الاقتتال في صفوف طلاب الجامعات، فيما تجمعهم الكثير من الأمور وفي طليعتها الصناعة». وأضاف «نحن متفقون على الصناعة وإن اختلفنا على السياسات التي يجب أن نتبعها في هذا المجالوأنتم طلابَ الاقتصاد والتجارة تعلمون أنّ ثمة وجهة نظر ليبرالية ترى وجوب بقاء الدولة بعيدة عن القطاع الخاص، وثمة وجهة نظر أخرى ترى أنّ الدولة يجب أن تتدخل، وبالتالي ثمة صراع على السياسة الصناعية، إلا أننا كلبنانيين متفقون على أهمية الصناعة الوطنية». وتابع بعينو «كما ترون في المنشورات، لدينا صناعات كبيرة، وكل من يقول إنّ لبنان ليس بلداً صناعياً لا يعرف ما هي الصناعة، وإن كان في موقع المسؤولية. ونحن نرى العكس تماماً، فالصناعة هي مستقبلنا، ونحن كشباب يتخرج من الجامعات يمكننا أن نفتش عن هذه الفرص في الصناعات اللبنانية، بدلاً من أن نهاجر للبحث عن فرص عمل في الصناعة في الخارج». وأشار إلى «أننا كفئة عمرية تشكل الأكثرية الاستهلاكية في المجتمع اللبناني، يجب ألا نخجل من صناعة وطننا لأنّها موضع تقدير في كل العالم وليست مستضعفة إلّا في لبنان».
وأطلق بعينو أسبوع الصناعة في الجامعات اللبنانية من كلية العلوم الاقتصادية في عاليه إلى كل جامعات لبنان، لافتاً إلى «أنّ وظيفتي كوزير صناعة في حكومة الظل ليست التنظير في السياسة بل تطوير الصناعة». وأوضح «أنّ مهمتنا استشارية أكثر منها تنفيذية». وختم «من واجبنا كشباب أن نقول كفى لكل الطبقة السياسية التي تفتعل تشنّجات تؤدي إلى هجرتنا، واسمحوا لنا بأن ننعم بمئة يوم من الاستقرار». أما نقاشات الطلاب فلم تكن على مستوى جدية الموضوع، والأمر يعود على ما يبدو إلى إدراكهم عدم قدرة الوزراء زملائهم على تنفيذ ما يقولون، وكانت بعض الأسئلة من نوع «هل كل ما تلبس يا معالي الوزير صناعة وطنية؟ أو اخفضوا لنا كلفة الكهرباء حتى نعمل».
وأعرب وزير التخطيط عارف أبو فراج لـ«الأخبار» عن استيائه من ردة الفعل العامة تجاه وزارته، إذ يُقال له دائماً بأنّها تعود الى عصر الشيوعية بينما «هي في الحقيقة الوزارة الأهم التي تخطط لكل قطاعات الدولة». وعن عدم وجود وزارة فعلية، قال «دولتنا ألغت الوزارة منذ زمن وأنشأت مجلس الإنماء والإعمار بديلاً منها، ونحاول رسم صورة واضحة لعمل الوزارة، ودورها اليوم تنسيقي أكثر مما هو تنفيذي، لذا نستعين بأساتذة الجامعات والخبراء ونحاول وضع خطة شاملة ونحتاج إلى وقت أطول».
من جهتها، أوضحت وزيرة الاقتصاد والتجارة رويدا أبي داغر «أنّني أعمل على مراقبة مصلحة حماية المستهلك وقوانينها نظراً إلى أهميتها ودورها في حماية الناس وصحتهم، وعلى تفعيل دور هذه المصلحة، وأعمل أيضاً على وضع مشروع يخفّف من حجم البطالة بين الشباب أرجو أن يأخذه المسؤولون بعين الاعتبار»، مشيرةً إلى أنّ أبواب الوزارة مفتوحة أمامنا في حال احتجنا إلى أية معلومات.
ويأتي لقاء شعبة عاليه ضمن سلسلة اللقاءات التي ينظمها بعينو مع طلاب الجامعات تحت عنوان «في شي بوحدنا صناعتنا»، فبعد لقاء الأمس مع طلاب الجامعة اليسوعية، يلتقي بعينو اليوم الطلاب في هايكازيان، وغداً في البلمند، وبعد غد في «الكسليك».