strong> استهل لقاءاته بجمع «14آذار» في عوكر ومحادثات مع صفير وجنبلاط والحريري
أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفد ولش «أن التزام الولايات المتحدة الأميركية تجاه لبنان لا يزال راسخاً ودائماً وغير قابل للتفاوض» ورأى أن الولايات المتحدة لا تتدخل في الشؤون اللبنانية مشيراً الى أن دعمها يتوجه إلى كل اللبنانيين.
وكان ولش قد وصل الى بيروت بعد ظهر أمس قادماً من فرنكفورت على متن طائرة تابعة لـ«الميدل ايست»، في زيارة لم يعلن عنها سابقاً واستقبله في المطار السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان وسط تدابير أمنية مشددة.
وعقد ولش فور وصوله لقاءً في السفارة الأميركية في عوكر حضره عدد من أركان «14 آذار» ومسؤولون في السفارة، ثم زار البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير في بكركي يرافقه السفير فيلتمان.
وبعد اللقاء الذي استمر أربعين دقيقة، أعرب ولش عن امتنانه للبطريرك صفير «لفرصة الاستفادة من حكمته وخبرته في الوقت الذي تستمر فيه الولايات المتحدة بدعم حرية لبنان وديموقراطيته»، لافتاً الى أنه «لأكثر من عقدين من الزمن، دعا غبطته باسم مجتمعه ولمصلحة جميع اللبنانيين، الى دعم احترام سيادة لبنان واستقلاله».
وأكد ولش «أن التزام الولايات المتحدة الأميركية تجاه لبنان لا يزال راسخاً ودائماً وغير قابل للتفاوض، وأن حكومتي ستواصل دعمها والوقوف بجانب الشعب اللبناني في الوقت الذي يكمل فيه التحول التاريخي نحو الديموقراطية الكاملة».
واشار الى «أن الولايات المتحدة واثقة بأن لبنان سيزدهر كدولة موحدة ومستقلة»، وقال: «سنواصل العمل مع أصدقاء لبنان في المجتمع الدولي لمساعدته على تحقيق امكاناته ليصبح، مرة أخرى، أنموذجاً للمنطقة والعالم من حيث ديناميكية وتنوع مواطنين يعيشون في وئام، وهم متحدون فى الهدف لضمان السلم والرخاء والاستقرار والأمن لجميع المواطنين».
و لفت الى «أن الولايات المتحدة تؤمن بأن لدى الشعب اللبناني فرصة فريدة في هذا الوقت لتقرير مستقبله بأيديه، بانتخاب رئيس جديد في الوقت المحدد وفقاً للدستور، ومن دون تدخل خارجي»، معتبراً أن «تصويت اعضاء البرلمان المنتخبين ديموقراطياً للرئيس بحرية ومن دون إكراه سيكون خطوة بارزة للوصول الى هدف الشعب اللبناني المتمثل في السيادة والاستقلال».
وختم: «يقدم تنوع سكان لبنان مخزوناً من الطاقة والمواهب الغنية التي يمكن الاعتماد عليها لبناء مؤسسات حكومية شفافة تخضع للمساءلة، اضافة الى اقتصاد مزدهر ومنتعش، ومستقبل مفعم بالأمل لجميع المواطنين. كما أكدت لغبطته أن بإمكانه الاعتماد على الولايات المتحدة في دعم وحدة لبنان وازدهاره وأمنه وحريته وديموقراطيته».
ورداً على سؤال أوضح أن وجوده في بيروت هو لإظهار «دعم الولايات المتحدة للبنان ومستقبله»، مؤكداً «أننا لن نبادل مصلحة هذا البلد في أي شيء آخر. فيجب أن يقف لبنان وأن يكون قوياً»، معرباً عن ثقته «بأن المحكمة ستولد وستبصر النور في أي شكل»، وقال: «لا أظن أن الجهود التي تبذل للوصول الى مرتكبي الجرائم ضد المواطنين في لبنان مهما كانوا، ستمثّل خطراً على الأمن في لبنان. يجب أن يكون ذلك تطبيقاً للقانون، وكذلك تطبيق العدالة بتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال الرهيبة والفظيعة إلى العدالة لتتم محاكمتهم. ولدي الثقة بأن ذلك سيحصل، كي لا تتكرر هذه الأعمال مجدداً في هذا البلد».
ورأى أن الولايات المتحدة لا تتدخل في الشؤون اللبنانية «بل على العكس، نحن هنا لنساعد على حماية لبنان من التدخلات الأخرى أو الخارجية، وإن دعمنا يتوجه إلى كل اللبنانيين».
وعما اذا كان سيلتقي رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أجاب: «لا أعتقد».
وانتقل ولش إلى قريطم حيث التقى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري في حضور فيلتمان والنائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري.
وبعد اللقاء أوضح النائب الحريري أن النقاش تناول «العديد من المواضيع وخاصة الوضع اللبناني والمحكمة الدولية التي هي الآن على طاولة الأمم المتحدة، كذلك ناقشنا أهمية المبادرة العربية للسلام التي قبلتها الجامعة العربية والمملكة العربية السعودية، و كيفية التقدم في تنفيذ القرار 1701».
بدوره قال ولش: «إن الولايات المتحدة مستمرة في القيام بدورها الريادي لحشد دعم المجتمع الدولي للشعب اللبناني في الكشف عن الحقيقة وراء الاغتيال المأساوي لرئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وهو رجل عرفناه واحترمناه كثيراً» مؤكداً «أننا ملتزمون العمل مع الحكومة اللبنانية ومع كل الذين يبحثون عن الحقيقة في هذا البلد لتحقيق العدالة» لافتاً الى وجود «دعم دولي قوي للتحقيق الدولي الجاري حالياً بقيادة القاضي سيرج براميرتس». وأعرب عن ثقته بأنه سيكون هناك دعم دولي كبير جداً للمحكمة.
وأكد أن «الولايات المتحدة لن تسمح لسيادة لبنان بأن تصبح ورقة مساومة، كما لن تتخلى عن وعدها للشعب اللبناني لدعم رؤيته للبنان حراً وديموقراطياً» وقال: «أشرت الى الشيخ سعد بأن لدى الشعب اللبناني فرصة فريدة في الأشهر المقبلة لتأمين مستقبله كدولة موحدة وديموقراطية ومستقرة. ان انتخاب رئيس جديد، في الوقت المحدد، وفقاً للدستور، دون تدخل خارجي، سيكون خطوة بارزة للوصول الى هدف الشعب اللبناني المتمثل في السيادة والاستقلال. لقد كررت تأييدنا للمجلس النيابي اللبناني المنتخب ديموقراطياً، وشددت على الاهمية التي نوليها لمجلس تشريعي يعمل بشكل كامل باعتباره عنصراً أساسياً لدولة مستقرة وديموقراطية».
وأضاف: «إننا ملتزمون دعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لأنها تمثل إرادة الشعب اللبناني، ولديها رؤية للمستقبل، رؤية إصلاحية واعدة لمواجهة التحديات، بينما لا أرى لدى الطرف الآخر سوى تصرف سلبي. إن الدعم الدولي للبنان قوي جداً».
وزار ولش مساءً رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو يرافقه فيلتمان، في حضور وزير الاتصالات مروان حماده، وزير الإعلام غازي العريضي والنائبين فيصل الصايغ ومصباح الأحدب، وجرى خلال اللقاء عرض الاوضاع في لبنان والمنطقة.
وأقام النائب جنبلاط مأدبة عشاء على شرف ولش والوفد المرافق.
(وطنية)