li>بري يبلغ الموفد الأميركي ضرورة التوافق ونصاب الثلثين ورايس تتصل بالسنيورة داعمة
حدّد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش مواصفات الرئيس اللبناني المقبل وهي أن «يعبّر عن المصالح الحقيقية للبنان وأن يكون مستقلاً وقوياً لقيادة لبنان نحو المستقبل، ويحمل أفكاراً للتغيير والإصلاح»، مؤكداً أنه لم يطرح أسماء، لكنه أكد أن الانتخاب سيجري في موعده وفقاً للدستور
واصل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش أمس جولته على المسؤولين اللبنانيين فالتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل، كما التقى رئيس «كتلة التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون في السفارة الأميركية في عوكر وقائد الجيش العماد ميشال سليمان في اليرزة.
وفيما لم يشأ المسؤول الأميركي الإدلاء بأي تصريح بعد لقائه بري، كشفت مصادر عين التينة أن رئيس المجلس «ذكّر ولش بما جرى من نقاش يوم صدور القرار 1701 وبما أبلغه إياه بأن وقف إطلاق النار قد يستمر سنة، وكان جواب المسؤول الأميركي يومئذ أنه قد يكون لسبعة أيام».
ووافق ولش الرئيس بري على هذا الكلام، وهنا قال رئيس المجلس: «إننا نريد ونُصرّ الآن على وقف إطلاق النار».
وعن المحكمة الدولية شرح الرئيس بري «موقفه وما قام به من مساع ومبادرات من أجل إنشائها في إطار المؤسسات الدستورية اللبنانية وبإجماع وطني»، مشيراً الى «أن كل هذه المبادرات رفضها فريق الأكثرية النيابية».
وأضاف: «قلت وما زلت أقول إن المشكلة ليست في المحكمة بل في حكومة الوحدة الوطنية».
وفي شأن انتخابات رئاسة الجمهورية أكد بري «أن الدستور والعرف ومصلحة لبنان تقضي بعملية التوافق، انطلاقاً من أن نصاب الثلثين هو القاعدة لأي جلسة لانتخاب الرئيس».
وفي السرايا عقد ولش مؤتمراً صحافياً تلا في مستهله بياناً جدد فيه قوله إن زيارته بيروت «تهدف في المقام الأول، الى طمأنة الشعب اللبناني الى أن دعم الولايات المتحدة للبنان يبقى ثابتاً»، لافتاً الى أن «هذه الكلمات تدعمها تبرعات سخية للبنان من الولايات المتحدة لإعادة الإعمار بعد الصراع في الصيف الماضي، ولتعزيز الازدهار عن طريق توفير فرص العمل والتنمية الاقتصادية والتقدم نحو الأهداف اللبنانية المتمثلة بالشفافية والمساءلة والإصلاح. ولقد استخدمنا قيادتنا لندعو الى الدعم الدولي للبنان والشعب اللبناني».
وقال: «أقدر تبادل الأفكار التي أجريته مع رئيس الوزراء السنيورة حول السبل التي يمكن الولايات المتحدة أن تستمر فيها في مساعدة الشعب اللبناني في تحقيق هدفه المتمثل في لبنان آمن وديموقراطي ومزدهر ومتحد. لقد شاركت حكومتانا في العام الماضي في المناقشات الجارية على المستويات الثنائية والاقليمية والدولية».
وإذ لفت الى أن النقاش مع السنيورة كان «مفيداً ومثمراً حول كيفية تعزيز الحرية والديموقراطية في لبنان، فضلاً عن السلام والأمن في المنطقة»، أكد أن «من أهم أهدافنا الإقليمية إقامة الدولة الفلسطينية التي ستمكّن الفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء من التنعم بالسلام والأمن. وهذا أخيراً سيعطي الفلسطينيين دولة خاصة بهم».
وقال: «لقد شاركت رئيس الوزراء في اعتقادي بأن لدى الشعب اللبناني فرصة فريدة متاحة لأخذ مستقبله بيديه، بانتخاب رئيس جديد في الوقت المحدد، وفقاً للدستور، وبدون تدخل خارجي»، مكرراً «أن تصويت أعضاء البرلمان المنتخبين ديموقراطياً للرئيس بحرية وبدون إكراه سيكون خطوة بارزة للوصول الى هدف الشعب اللبناني المتمثل في السيادة والاستقلال».
وأضاف: «خلال زيارتي لبيروت سأجتمع مع مجموعة متنوعة من القادة اللبنانيين. وأتطلع الى الاجتماع بوزيرة الخارجية (كوندوليزا) رايس وغيرها من المسؤولين في الحكومة الاميركية لإطلاعهم على النقاش الذي جرى والسبل التي باعتقاد الشعب اللبناني تستطيع من خلالها الولايات المتحدة ان تدعم الحرية والديموقراطية في الشرق الأوسط، وخصوصاً في لبنان».
وأعلن أنه خلال الاجتماع اتصلت رايس بالسنيورة وهي في طريق عودتها الى واشنطن من روسيا «وأجريا مناقشة قصيرة حول محادثاتها في موسكو، وتمكنت من أن تنقل الى الرئيس السنيورة الدعم الكامل من الولايات المتحدة الى الحكومة اللبنانية».
ورداً على سؤال شدد ولش على وجوب «أن تجري الانتخابات في الوقت المحدد وألا يتم تطبيق أي تدابير استثنائية»، لافتاً الى أن «هناك دستوراً، وعلى أعضاء مجلس النواب القيام بواجبهم في الوقت المحدد وفق الأصول الدستورية، وسيكون ذلك أمراً إيجابياً جداً للبنان». وقال: «أعتقد أن هناك توقعاً من كل الشعب اللبناني بأن الرئاسة يجب أن يصل اليها شخص لديه رؤية كاملة للوضع وأفكار ايجابية عن التغيير في هذا البلد وألا يكون شخصاً له ارتباطات خارجية، كما لا تتوقع الولايات المتحدة ان يكون الرئيس إيجابياً فقط معها. هذه ليست المسألة، بل أن لا يستجيب لأي امر خارجي. أما في خصوص النصاب، فهناك قواعد وواجبات ونتوقع ان يكون هناك احترام لها».
وعن دعم واشنطن رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، أشار ولش الى ان «هذا الموضوع لا يتعلق بالولايات المتحدة، بل بمجلس النواب اللبناني. طرح الأسماء ليس من شأن الولايات المتحدة ولا يعود اليها تقرير اسماء الرؤساء. بالتأكيد سنلتقي مع كل من لديه رأي او وجهة نظر مسؤولة عن المستقبل، وسفيرنا في لبنان يقوم هنا بعمل ممتاز وهو على اتصال بكل الأطراف».
وإذ أكد أنه جاء لكي يستمع، لفت الى أن «جزءاً من رسالتي هو أن الاختيار يعود الى اللبنانيين وأن يكون الرئيس شخصاً لديه رؤية كاملة للبلاد وللمستقبل وأن يكرس نفسه للإصلاح وليس لأي جهات خارجية، ويقوم بهذا العمل بمسؤولية».
سئل: تتحدثون عن رئيس ليس لديه ارتباطات خارجية، لكن ماذا عن هذا التدخل الأميركي الكبير في الشؤون اللبنانية؟ أجاب: «إنه الدستور في لبنان، وأعتقد أن الشعب اللبناني يود أن يُحترم دستوره وأن اللبنانيين اختاروا ممثليهم في مجلس النواب ويتوقعون منهم أن يقوموا بواجباتهم، ولا أرى في ذلك أي تدخل».
سئل: في كل مرة تزورون فيها لبنان يحصل شيء ما، ماذا تتوقعون أن يحصل الآن ولا سيما بعد لقائك مع قوى 14 آذار؟ أجاب: «لا أعتقد أن زيارتي تحمل أهمية الى درجة أن يحصل أمر ما كلما أتيت الى لبنان. في آخر مرة كنت فيها هنا، حصلت نتائج ايجابية فقد وافقت الحكومة اللبنانية وبعدها الحكومة الإسرائيلية على القرار 1701 الأمر الذي سمح باستقرار أمني في لبنان والمنطقة. نحاول ان نساعد لبنان في المرحلة الجديدة المقبلة في سياسته».
وبعد لقائه الجميل الذي تخلله غداء، اشار ولش الى أنه عرف عائلة الجميل «قياديين كباراً وأقوياء، وللأسف، دفعت الثمن غالياً لذلك». وأكد أن الولايات المتحدة ستتولى موضوع المحكمة مع اعضاء آخرين من مجلس الأمن «وستأخذ الأمر بيدها من أجل اقراره في المجلس». وأكد أنه لم يناقش أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية مع أحد مكرراً «إن الرئيس اللبناني المقبل يجب أن ينتخب في الوقت المحدد ووفقاً للدستور، والأهم من ذلك يجب أن يكون شخصاً يعبر عن المصالح الحقيقية للبنان وأن يكون مستقلاً وقوياً لقيادة لبنان نحو المستقبل ويحمل أفكاراً للتغيير والإصلاح في الأمور التي تتعلق باللبنانيين».
سئل: ماذا لو لم يحصل ذلك؟ أجاب: «سيحصل».
من جهته، أكد الجميل أنه تم التشديد خلال اللقاء على «الترابط بين الحقيقة والسيادة والعدالة. وكان تأكيد لحصول الانتخابات في وقتها لتكون المفصل من أجل مستقبل لبنان الذي سيواجه في الأشهر المقبلة استحقاقات وتحولات كبيرة، والرئيس المنتخب سيكون أول رئيس في حقبة الاستقلال الكامل وتقع على عاتقه اعادة بناء المؤسسات واعادة تأكيد دور لبنان وموقعه». ونقل عن ولش أن المحكمة «تأخذ طريقها الى التحقيق، ولا تبدو هناك صعوبات في مجلس الأمن للحصول ليس فقط على الأكثرية إنما على الإجماع».
سلاح «حزب الله»
وفي مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس»، استبعد ولش وقوع أعمال عنف في لبنان بعد اقرار المحكمة الدولية في مجلس الأمن، وشدد على أنّ الولايات المتحدة «لن تُفاوض على مستقبل لبنان في مقابل مصالحها في المنطقة»، مذكّراً بأن الرئيس الأميركي جورج بوش «تعهد بدعم لبنان. وهذا ما سنفعله».
ووصف توصية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنها «توصية فعّالة جداً وأظنّ أنّ مجلس الأمن سيتحرّك، وسيُقرّ المحكمة في الوقت المناسب».
وعن سلاح «حزب الله»، قال ولش: «لا نفهم سبب امتلاك حزب الله للسلاح، ما هو هدف امتلاكه والنيّة من استخدامه؟ غالبية الناس تعتقد بأنه يستخدم لممارسة التهديد والتخويف في السياسة. وهذه قواعد خاطئة لا يمكن أن تُنتج حواراً سياسياً». ورأى أن مسألة نزع سلاح الحزب «في يد الشعب اللبناني»، لأن «قوى السلطة هي التي بامكانها أن تحافظ على سيادة لبنان وأمنه واستقراره وليس أي من الميليشيات».
على صعيد آخر، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان «أن ولش قام والسفير الأميركي جيفري فيلتمان، ومدير بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان، رؤوف يوسف بتقديم شيك بمبلغ 970.137 دولاراً إلى رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية، جوزيف جبرا، لتمويل المنح الدراسية للطلبة». وبذلك تكون الحكومة الأميركية، من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قد «قدّمت 2.4 مليون دولار هذه السنة لدعم برنامج المنح الدراسية في الجامعة».