strong>أصدر قاضي التحقيق في بيروت شوقي الحجّار قراراً ظنيّاً بأحد المشتبه بوقوفهم خلف جريمة عين علق وطلب محاكمته بجرم التزوير. الموقوف هو صهر شاكر العبسي، وهو متهم بمحاولة مغادرة لبنان بوثائق مزورة، يرافقه شخص سعودي
بعد مرور ثلاثة أشهر على جريمة الانفجار المزدوج في عين علق، وشهرين على إعلان توقيف مجموعة مشتبه بوقوفها خلف التفجيرين، أصدر قاضي التحقيق في بيروت شوقي الحجار قراراً طلب بموجبه محاكمة الموقوف الرئيسي في هذه القضية، «المتزوج بابنة مسؤول فتح الإسلام شاكر العبسي»، بجرم التزوير. ورغم أن القضاء العسكري كان يتابع التحقيق بجريمة عين علق، قبل إحالتها على المجلس العدلي بتاريخ 20/4/2007، فإن القضاء العدلي يحقق بقضايا متصلة بالقضية الأم، كالتزوير الذي اتهم به الموقوف. فقد تبين أن الأخير استخدم وثائق مزورة لمحاولة الخروج من لبنان برفقة شخص سعودي، في اليوم نفسه لتنفيذ الجريمة (13/2/2007)، حين أوقفه أفراد الأمن العام على الحدود ـــــــ اللبنانية السورية في الشمال، ليكون أول الموقوفين الذين اتهموا في ما بعد بتنفيذ جريمة عين علق، وبأنهم من «فتح الإسلام».
يذكر أن «فتح الإسلام» تضم أشخاصاً أعلنوا انشقاقهم عن حركة «فتح الانتفاضة» نهاية تشرين الثاني عام 2006. فإثر اشتباك في مخيم البداوي بين عناصر من اللجنة الأمنية ومجموعة من 19 شخصاً مجهولي الانتماء، كانوا يقيمون في شقتين قرب مسجد القدس في المخيم، قتل أحد عناصر اللجنة الأمنية التي أوقفت 6 من أفراد المجموعة. في اليوم التالي، صدر البيان التأسيسي الذي أعلن ولادة حركة «فتح الإسلام»، ليخرج أفرادها من مخيم البداوي ويستقروا في مخيم نهر البارد، في مراكز ومقارّ كانت تعود لـ«فتح الانتفاضة». وبعد شهر على تفجير عين علق، أعلن وزير الداخلية حسن السبع والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، في مؤتمر صحافي عقب جلسة للحكومة، أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي تمكن من توقيف المشتبه بهم الرئيسيين في جريمة عين علق. وذكر السبع أن الموقوفين أكدوا «خلال الاعترافات أنهم من فتح الإسلام».
خلال التحقيق، وحسب ما أظهره القرار الصادر عن القاضي الحجار، تبين أن المدعى عليه هاني س.، السوري الجنسية وأحد عناصر حركة «فتح الاسلام»، ويقيم في مخيم نهر البارد ومتزوج بابنة شاكر العبسي، المعروف بأبو حسين والملقب أبو ليث ومسؤول حركة «فتح الاسلام» في مخيم نهر البارد، انتقل إلى المخيم المذكور من منطقة التعمير التحتا في صيدا. ولكون المدعى عليه يرغب في التنقل بين لبنان وسوريا، وتسهيلاً لدخوله إلى مخيم نهر البارد عبر حواجز الجيش اللبناني، قرر تزوير هويات لبنانية وفلسطينية لاستعمالها لهذه الغاية، وقرر في هذا السياق اللجوء إلى شاكر العبسي لإنجاز الهويات المزورة. فسلم صوره الشمسية إلى الأخير، وتسلّم منه بعد فترة بطاقة خاصة باللاجئين الفلسطينيين باسم أحمد عاشور وبطاقة هوية لبنانية باسم محمد مصطفى معتوق، والدته هيام وهبة، مواليد طرابلس، في 12/3/1967. وتحمل كل من البطاقتين صورة له.
وبتاريخ 13/2/2007، استقل سيارة أجرة برفقة عبد الله محمد أحمد شبي، من احد مواقف السيارات في طرابلس، متوجهاً إلى الحدود اللبنانية ــــــ السورية. ولدى وصول السيارة إلى نقطة التفتيش في مركز العريضة الحدودي في منطقة الشمال، فتّش عناصر الأمن العام أمتعته وأمتعة السعودي، قبل مغادرة الأراضي اللبنانية، فعثروا داخل أمتعة السعودي على منظار ليلي متطور يستعمل على بندقية حربية عائدة للمدعى عليه هاني س. كما عثروا مع هاني على بطاقتي الهوية الفلسطينية واللبنانية المزورتين، فضلاً عن نسخ لثلاث بطاقات هوية سورية، عائدة لامرأتين وطفل. وكذلك، كانت في حوزة المدعى عليه مبالغ مالية توزعت على الشكل الآتي: 30 ألف ليرة سورية، أربعة آلاف ريال سعودي، 1500 يورو، 1565 دولاراً أميركياً. وبالاضافة إلى ذلك عثر على أربعة هواتف خلوية وبطاقات تشريج وبطاقة لحفظ المعلومات.
وذكر في القرار الظني أنه بالتحقيق مع هاني «أدلى بإفادات متناقضة. فقد ذكر أنه مقيم في مخيم عين الحلوة، وأنه قصد المدعى عليه محمد م. الملقب أبو إياد، المقيم في مخيم عين الحلوة، للحصول على بطاقتي الهوية الفلسطينية واللبنانية المزورتين وعلى بطاقة هوية لبنانية مزورة باسم محمد معتوق، لقاء مبلغ مئة دولار أميركي بعدما زوّد محمد م. صوره».
وبناءً على التحقيقات التي كانت قد جرت باشراف النيابة العامة، وعلى التحقيقات الاستنظاقية التي أجراها بنفسه، وعلى المضبوطات المزورة، قرر القاضي شوقي الحجار الظن بالمدعى عليه هاني س. بالجنحة المنصوص عليها في المادة 463 من قانون العقوبات (التي تنص على عقوبة الحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات)، وبالجنحة المنصوص عليها في المادة 463/454 من القانون نفسه (يعاقب بعقوبة مرتكب التزوير نفسها من استعمل المزور وهو عالم بأمره)، ووجوب محاكمته امام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت، وتسطير مذكرة تحرّ دائم توصلاً إلى معرفة كامل هوية شاكر العبسي ومحمد م..
(الأخبار)