«لن أسمح بحصول أي تقسيم أو أي مساس بوحدة الجيش»أعلن رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، أنه إذا رفض فريق الموالاة تأليف حكومة وحدة وطنية، وتعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية لأي سبب كان «فإني سأتصرف بما يمليه علي ضميري، واستناداً إلى الدستور للمحافظة على وحدة لبنان واللبنانيين».
وأبلغ لحود أعضاء وفد الهيئة الإدارية للرابطة الوطنية اللبنانية «ان الحل المثالي لمواجهة المرحلة الدقيقة التي تجتازها البلاد، يكون في تأليف حكومة وحدة وطنية تعكس توافق اللبنانيين، بعيداً من الضغوط الخارجية، وفي لبنان شخصيات كثيرة مؤهلة للمشاركة في حكومة كهذه». وأسِف «لأن فريقاً من اللبنانيين، لا يزال يصغي إلى توجيهات الخارج، اعتقاداً بأن مثل هذه التوجيهات تعزز وضعه الداخلي، إلا أن أعضاء هذا الفريق يتجاهلون أن الخارج لا يريد للبنانيين أن يتوافقوا بعضهم مع بعض، بل يسعى إلى إضعافهم لإمرار المخططات التي تضر لبنان وفي مقدمها مخطط توطين الفلسطينيين ».
ونبّه إلى «أن التوطين يستتبع تقسيم لبنان والقضاء على ما تميز به هذا الوطن الصغير من دور ورسالة في محيطه والعالم، ولذلك رفضنا بشدة كل عروض الترهيب والترغيب التي قدمت إلينا للقبول بالتوطين. ولعل ذلك كان أحد الاسباب التي دفعت بعض الدول الضالعة في المؤامرات على لبنان إلى مقاطعة رئيس الجمهورية والتنكر لموقعه الدستوري ودوره في المحافظة على وحدة البلاد».
وانتقد زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش، بدون أن يسميه، بالقول إن بعض زيارات المسؤولين الدوليين للبنان «للاطلاع ومعرفة الحقائق، والبعض الآخر لإعطاء جرعة تأييد لأعضاء فريق من اللبنانيين على حساب الأفرقاء الآخرين، وتحريضهم على عدم القبول بالحلول المطروحة التي تساعد في إعادة توحيد اللبنانيين». وكرر أن «حكومة الرئيس فؤاد السنيورة غير شرعية وغير دستورية وغير ميثاقية، خلافاً لما يدّعيه بعض المسؤولين الدوليين».
وأضاف: «سبق أن أعلنت قبل أربعة أشهر أني لن أسلّم هذه الحكومة غير الدستورية مقدرات البلاد إذا تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية لأي سبب كان، لأن هذه الحكومة لا يمكنها أن توحد اللبنانيين. ومنذ مدة تتوالى الشائعات والتسريبات، تارة عن تأليف حكومة عسكرية وطوراً عن تأليف حكومة أمر واقع وغيرها من الروايات. أطمئن الجميع إلى أني سأعمل وفق ما يمليه ضميري واستناداً إلى الدستور، ولن أسمح بحصول أي تقسيم أو أي مساس بوحدة الجيش، هذه المؤسسة الوطنية التي نفتخر بها وبدورها الوطني والقومي وبقيادتها وضباطها وعسكرييها، وبكونها تعمل لكل لبنان ولجميع اللبنانيين. فليكفّ مطلقو الشائعات عن مثل هذه المحاولات المعروفة الأهداف، وليوجّه الجميع جهده إلى ما يقرّب بين اللبنانيين ويوحدهم ويجمع شملهم في حكومة وحدة وطنية تحفظ للبنان قوته ومنعته، وتمكنه من مواجهة المخططات التي تستهدفه ولا سيما التوطين والتقسيم».
والتقى لحود أمس رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في لبنان وسوريا القس سليم صهيوني، ثم الوزير السابق ميشال سماحة، الذي أعرب عن ارتياحه لما سمعه منه بشأن زيارة البطريرك الماروني نصر الله صفير لقصر بعبدا «ولا سيما في ما يتعلق بالحرص على ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية وإمرار الاستحقاق الرئاسي وفقاً لنصوص الدستور في ما خص نصاب الثلثين في جلسة انتخاب الرئيس».
والتقى أيضاً رئيس حزب التضامن إميل رحمة الذي قال إنه لمس منه «حذراً وحرصاً وتنبهاً لدقة المرحلة والتحديات التي تحيط بالوضع اللبناني وتنذر بتداعيات سلبية إذا لم يتدارك اللبنانيون الأمر». ونقل عنه أنه ميّز «بين من يعمل بإخلاص لانتشال لبنان من عنق الزجاجة وتوفير المخارج المتوازنة لأزمته، ومن تستبدّ به الغيرة فيأتي ليقدم دعماً لفريق لبناني على فريق آخر ويؤجج النزاعات ويضع العصي في دواليب المبادرات الخيّرة».
ونصح بحسب رحمة: «الذين يهلّلون ويبنون الآمال على مثل هذا الدعم، بأن يقلعوا عن رهاناتهم لأنها لن تفضي إلى أي نتيجة تذكر، بل سيجدون أنفسهم محبطين في نهاية المطاف لأن حساباتهم قائمة على سراب لا على معطيات حسية وواقعية. وإن أي قوى مهما عظمت وامتدّ نفوذها واتسع شأنها لن تستطيع أن تغلّب طرفاً على طرف في لبنان، وأن تعزز ثنائية الغالب والمغلوب والقاهر والمقهور»، مشيراً إلى أن الحرب الماضية «انتهت بتسوية قائمة على قواعد التوافق والتوازن والتكافؤ في الشراكة، ومن الأكيد أن هذه الأزمة ستنتهي أيضاً تحت سقف الثوابت ذاتها. وإن غداً لناظره قريبط.
والتقى رئيس الجمهورية رئيس أركان القوات المسلحة القطرية اللواء الركن حمد بن علي العطية، الذي نقل له تحيات أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، وقال إن مشاركة بلاده في عملية حفظ السلام في الجنوب «تؤكد مدى حرص قطر على تعزيز الاستقرار والسلام في الجنوب، والمساهمة في تثبيت الهدوء والطمأنينة في لبنان، وإزالة آثار العدوان الإسرائيلي الغاشم».
وأبلغ لحود العطية «امتنان لبنان رئيساً وشعباً للدعم الذي تقدمه بلاده للبنانيين»، معتبراً أن المساعدة القطرية «ولا سيما بعد العدوان الإسرائيلي في تموز الماضي، دليل آخر على تجذّر العلاقات بين الشعبين الشقيقين». ثم منحه وسام الأرز من رتبة كومندور، تقديراً لعطاءات القوة القطرية ودورها في إطار اليونيفيل.
وزار العطية أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة.