غادر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش بيروت ظهر أمس، مختتماً أقل من 48 ساعة من زيارة أثارت بما تضمنته من لقاءات وتصريحات، عاصفة من ردود الفعل المنددة، و«نسائم» من الدفاع عنها بكل «ثقة بالنفس».فقد رأى النائب نبيل نقولا الزيارة تدخلاً، وأنها «لم تتعدّ إعطاء حقنة دفع وفيتامين لقوى 14 شباط»، وأن موقف النائب وليد جنبلاط «غير المتفائل كثيراً بالزيارة، أكبر دلالة على ذلك». وسأل: كيف يكون رئيس الجمهورية قوياً، هل بعضلاته ام يجب ان تقف خلفه كتلة نيابية تدعمه في أي أمر؟».
وذكر النائب ناصر نصر الله، ان رئيس مجلس النواب نبيه بري طرح مع الموفد الاميركي «كل ما يؤدي الى الخروج من الأزمة الحالية»، وأن الأفكار التي طرحت «تمثل وجهة نظر المعارضة وكيفية رؤيتها للاستقرار في لبنان».
واتهم الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي فايز شكر، ولش بـ«التحريض على الإمعان في خرق الدستور اللبناني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، من جانب الاكثرية النيابية». ورأى أن «المشروع الاميركي يهدف الى تحقيق اهداف العدو الصهيوني في ضرب المقاومة وإيقاع الفتنة في لبنان والمنطقة».
وحذّر الوزير السابق عاصم قانصوه مما وصفه بـ«وجبة السم الجديدة التي يحملها ولش الى لبنان»، وقال «هذا الرجل لم نتعود عليه الا ساعياً إلى فتنة متنقلة، ومشاريع مشبوهة تعرّض الامن والاستقرار في البلاد للاهتزاز والخطر».
وسأل عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب ابو زينب، عمن أعطى ولش «الحق في حماية لبنان من تدخلات الآخرين عبر تدخلاته هو؟». ورأت جبهة العمل الاسلامي، في زيارة المسؤول الاميركي تدخلاً في الشؤون اللبنانية، واتهمته بتحريض اللبنانيين بعضهم على بعض، محذرة من «الآثار السلبية» لذلك.
وقال رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا، إن زيارة ولش أشعرته «بالخطر لأول مرة»، في ظل «ما أعلنه بتحدّ سافر لكل العرب من أنه يريد لبنان على الشكل الذي رعته أميركا خلال السنتين الماضيتين»، معتبراً أن «الأميركيين يريدون رئيساً أميركي الهوى، وتكرار النموذج العراقي».
وإذ رأى مجلس العمد في الحزب السوري القومي الاجتماعي، أن تصريحات ولش حول الاستحقاق الرئاسي «تدخّل سافر في شؤون لبنان، وخرق للسيادة»، قال إن هدف زيارته «طمأنة حلفائه في قوى 14 شباط، بأن بلاده ستمدد عقد الاستخدام معهم»، معتبراً أن الإدارة الأميركية تريد الرئيس اللبناني المقبل «دمية بيدها».
ورغم ما أعلنه ولش عن مواصفات الرئيس اللبناني المقبل، رأى النائب عمار حوري، انه «لا علاقة مباشرة لزيارته بالاستحقاق الرئاسي»، وأن ما قاله «هو دعم للديموقراطية اللبنانية وللدستور اللبناني خاصة». ورأى «ان البعض يحمّل الامور أكثر مما تحتمل»، مضيفاً أن ولش «يمثل أكبر دولة في العالم، وعلينا أن نتعاطى مع الموضوع بثقة كاملة بالنفس بعيداً عن حسابات مسبقة». وقال إن مواصفات الرئيس التي أعلنها «تأكيد لمبدأ الديموقراطية في لبنان».
(أخبار لبنان، وطنية)