حذّر المرجع السيد محمد حسين فضل الله من «أي دور سلبي قد يقوم به فريق من المشايخ، الذين قد يتحركون في مواقع رسمية وغيرها ليعملوا على إثارة الفتنة، من خلال انتماءاتهم السياسية وعقدهم الذاتية»، ومن «الانغماس في اللعبة الجديدة التي يتقرّب فيها فريق، على مستوى الأنظمة العربية، ليطلب من أميركا دعم السنّة، أو أن ينبري فريق آخر ليراهن على وقوفها إلى جانب الشيعة»، مؤكداً أن الإدارة الأميركية هي «ضدّ السنّة والشيعة في آن معاً». وكان فضل الله استقبل، أمس، وفد «المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية» الذي رأسه نائبه العام الشيخ حامد علم الهدى، وضمّ عشرات العلماء وأساتذة الجامعات الإيرانيين، إضافة الى السفير الإيراني محمد رضا شيباني، في إطار جولة على بعض المرجعيات الدينية.واستهل اللقاء بكلمة لرئيس الوفد، أثنى فيها على الفتاوى التي أطلقها فضل الله ومواقفه «الوحدوية» التي «كان لها الدور الكبير في جمع المسلمين ولمّ شملهم». بعد ذلك، شدّد نائب ممثل السيد علي الخامنئي في سوريا السيد الوزيري على أن «إيران هي مع الإسلام، قلباً وقالباً».
بدوره، لفت فضل الله الى ضرورة وقوف علماء المسلمين وفعالياتهم وشخصياتهم في وجه الاستكبار العالمي، ولا سيما مخطّط أميركا القاضي بـ«تدمير الإسلام كله، ثقافياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً»، مشيراً الى أهمية مؤسسات التقريب بين المذاهب الإسلامية ودورها المطلوب في «تعميق الأبحاث الوحدوية، والسير في خط التقريب على المستوى الميداني».
وشدّد فضل الله على ضرورة العمل على التقريب بين السنّة والشيعة بـ«منهج وحدوي في الحركة والموقف والكلمة»، داعياً الى «مراقبة الكثير من الفضائيات الإعلامية من حيث الدور السلبي الذي تضطلع به على مستوى إثارة الفتنة، والتحرك على مختلف المستويات لمنع هذه الإثارة، والقيام بحركة ثقافية وحدوية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، والتركيز على صفحات الإنترنت بما يجعلها تضجّ بالحيوية العلمية الموضوعية»، إضافة الى أهمية السعي لـ«تأسيس فضائيات إسلامية وحدوية بدلاً من الفضائحيات التي تؤسّس لثقافة التمزيق والتفريق والتشتت».
والتقى الوفد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، عارضاً له رؤيته القاضية بضرورة «تعزيز الوحدة بين المسلمين».
وشدّد قاسم على أهمية عدم اقتصار الوحدة الإسلامية على اللقاء بين العلماء المسلمين، بل على «إيصالها الى الناس، من خلال التوجيه الثقافي».
وفي «معتقل الخيام»، عقد أعضاء الوفد لقاءً مع مسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق، فتحدث باسمهم علم الهدى مشيراً الى أن «الأخطار التي تواجه أمتنا، في هذه المرحلة، تستمد قوتها من خلال التفرقة بيننا». ولفت النائب الإيراني مراد زهي في كلمة الى أن «قوة أمتنا هي في اجتماعنا والتحامنا وجبه الخلافات الجزئية».
من جهته، رأى قاووق أن انتصار المقاومة «أوجد زلزالاً هزّ أركان الكيان الإسرائيلي. وفي المقابل، ازدادت المقاومة في لبنان قوة سياسية وشعبية وعسكرية».
(وطنية)