المنية ـ عبد الكافي الصمد
تفاوتت المواقف بين متفائل ومتشائم، بما يمكن أن يسفر عنه الاجتماع الذي عقد في وقت متأخر من مساء يوم أمس في منزل مصطفى مطر، وهو أحد وجهاء منطقة المنية، للبحث في قضية تسلّم عضو مجلس أمناء «تجمّع العلماء المسلمين في لبنان» الشيخ مصطفى ملص مسؤولية الإمامة والخطابة في مسجد المنية الكبير، إثر صدور قرارين اتخذهما مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ودائرة أوقاف طرابلس، وقضيا بإيقافه عن أداء المهمتين، الأمر الذي رفضه الأخير، ودفعه إلى إلقاء خطبة يوم الجمعة الماضي، ومن ثم إمامته المصلين، طارحاً حينها مبادرة تقضي بتأليف لجنة من وجهاء وعلماء المنية لحلّ الموضوع، معلناً مسبقاً قبوله بأي قرار ستخرج به.
غير أنّ الأيّام التي تلت، حفلت بالكثير من التطورات، التي اظهرت عمق الأزمة وتشعبها وتعقّدها سياسياً وعائلياً، خصوصاً بعدما تعذّر عقد اجتماع موسع للجنة في قاعتي «عين البرج» و«المنتزه»، بعد تراجع المسؤولين عنهما عن استضافة الاجتماع برغم قبولهما الأوّلي بذلك، نظراً لـ«ضغوط مورست عليهما من عدة أطراف، الأمر الذي حمل مطر على تحمّل أعباء استضافة اللقاء في منزله»، حسب ما قالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار».
وفي ظلّ أحاديث وشائعات كثيرة، تفيد بإجراء اتصالات مع أعضاء اللجنة الموسّعة التي تضمّ نحو 50 شخصاً من مختلف عائلات المنية، وممارسة بعض الجهات ضغوطاً عليهم من أجل تبنّي وجهة نظر معيّنة، أشار ملص لـ«الأخبار» إلى أنّه لن يحضر الاجتماع المذكور «حتى لا أحرج أحداً من أعضاء اللجنة، خصوصاً إذا ضمت من له مآخذ معينة عليّ»، ومؤكداً في موازاة ذلك أنّه «ليس في المنية من له هذه المآخذ، دينياً أو شخصياً، سوى انّ هناك تبايناً في الآراء السياسية بيني وبين البعض، وبرغم ذلك فإنني اعلنت أكثر من مرّة وضع نفسي في تصرّف اللجنة، واستعدادي لقبول وتنفيذ أيّ قرار يصدر عنها».
بدوره، أكّد نائب المنطقة هاشم علم الدين لـ«الأخبار» أنّه لن يحضر الاجتماع، لأنّه «لن يؤدّي إلى أيّ نتيجة، لا بل إنّه سيزيد الانقسامات العائلية والسياسية في المنية، نظراً لحساسية المنطقة في هذا المجال، خصوصاً أنّ الانقسام السياسي موجود داخل كل عائلة، وأنّه قد يحصل تصادم بين أبناء العائلة الواحدة، أو أبناء من عائلات مختلفة في الاجتماع»، لافتاً إلى أنّه يسعى بكل جهده من «أجل درء الفتنة، ولهذه الغاية وضعت الموضوع في أيدي المسؤولين عنه، وتحديداً سماحة المفتي قباني».
وإذ شدّد علم الدين على أنّه «ليس لديّ أيّ شيء شخصي ضدّ الشيخ ملص، الذي زرته في منزله أكثر من مرّة، أو ضدّ أحد في المنية، لأننا نبقى في النهاية أهل منطقة واحدة، حتى لو اختلفنا في الرأي أو في السياسة، وأنّ ذلك لا يبرر تصادمنا»، فإنّه أسف «لعدم وجود لجنة صلح في المنطقة، كما كانت الحال في الرعيل السابق، حيث كانت تلك اللجنة تقوم بدور فعّال وبنّاء، إلى جانب الجهات الرسمية، في حلّ الكثير من العقد والمشاكل».