كفررمان ــ كامل جابر
يدور «ضجيج» في مختلف أحياء بلدة كفررمان بعد كشف لوائح أسماء المتضررين من اعتداءات تموز وآب 2006، والمبالغ المقررة التي بلغت حداً مرتفعاً مستغرباً للبعض، وخصوصاً لعدد من المقرّبين من جهات سياسية، موالية ومعارضة.
«التعويضات المطروحة من مجلس الجنوب، بعد كشف أحد مهندسيها، جاءت الهيئة العليا للإغاثة لتقرها بعد التدقيق فيها. يعني أن الجهتين أقرتا حقيقة هذه التعويضات حتى لا يتهم أي من الطرفين بالتعويضات الخيالية للبعض والمجحفة للبعض الآخر»، يقول المختار حيدر ظاهر، ويردف: «هذا الأمر تعوّدناه في كفررمان من ثلاثين سنة، هناك دائماً من يتربص ويصطاد فباتوا ــ صيّادة ــ محترفين. المبالغ المطروحة اليوم تراوح بين 300 ألف ليرة و21 مليون ليرة، وبعضها لعائلات تقطن في كفررمان وهي من خارجها (محسوبة على تيار سياسي موال). لكن السؤال الملحّ باستمرار هو عن تعويضات الحي الشرقي في كفررمان الذي دمرته إسرائيل وعملاؤها. كانت الحجة سابقاً هي وقوع البيوت المتضررة تحت الاحتلال المباشر. بعد التحرير أجرت لجان مجلس الجنوب كشفاً لهذه البيوت على أمل التعويض، ولا يزال الأمر عالقاً! 120 بيتاً مدمراً كلياً، 130 متضرراً جزئياً، تلقى البعض كمبالغ أولية عشرة ملايين ليرة أو عشرين مليوناً، والباقون ينتظرون إلى اليوم. نسأل مجلس الجنوب فيقول «الأمر عند وزارة المال»، ونسأل المالية فتقول «مجلس الجنوب هو من يقرر الدفع، ولماذا هذا التسويف؟».
جاءت لوائح التعويضات الحالية لتشرّع باباً واسعاً على الحديث في مختلف التعويضات العالقة في كفررمان، حتى تعويضات شهداء المقاومة. يقول والد الشهيد فؤاد سلامة: «بقيت جثة ابني الشهيد 13 عاماً بقبضة العدو ليفرج عنها عام 2004. حتى اليوم لم يسأل مجلس الجنوب وغير مجلس الجنوب عن حقنا المقرر عند الدولة، وهو ليس منّة من أحد، أسوة بمختلف الشهداء والمقاومين. هل يعود السبب إلى أن ابني هو شهيد الحزب الشيوعي، ما جعل أصحاب الأمر يتجاهلون التعويض بينما قبضته عائلات شهداء محسوبين على تيارات سياسية معينة؟».
ويؤكد حسين محيدلي أن «هناك تلاعباً واضحاً وسرقة في التعويض، لا من الآن، بل من عشرات السنين. كلما تعرضت كفررمان لعدوان كنا نلاحظ أن هناك من يسرق أو يستفيد على حساب المتضررين الذين لم يحصلوا على تعويضاتهم السابقة أو نالوا من الجمل أذنه، ومن كان يقبض سابقاً بغير وجه حق ينال اليوم حصة الأسد. أحد الموظفين في مجلس الجنوب سجل لابنه البالغ 15 عاماً مبلغاً يفوق سبعة ملايين ليرة، ولشقيقه المغترب في بلجيكا أكثر من 8 ملايين ليرة. فإلى متى تستمر هذه المهزلة؟».
ويشير محيدلي إلى التعويضات عن منزله وسيارته المتضررين المستحقة منذ عام 2000، فيقول «تلقيت أكثر من وعد بقرب استحقاقها ولم أقبضها حتى الآن، مع العلم أنني تقدمت بإخراجيْ قيد عائليين».
رئيس مكتب النبطية في مجلس الجنوب المهندس محمد إسماعيل يؤكد «أن مجلس الجنوب أجرى كشوفه في كفررمان ورفعها إلى الهيئة العليا للإغاثة، التي يعود إليها الأمر في توكيد الإحصاءات أو رفضها أو تعديلها. والمبالغ المتداولة في كفررمان جاءت بعد كشف لجان الهيئة العليا للإغاثة من خلال شركة خطيب وعلمي، والأمر يعود إليها لا إلى المجلس».
في كفررمان جرى إعداد ملف للأضرار الزراعية «وطلب منّي المساهمة في إعداده، فنفذناه، وحتى الآن لم يخرج إلى التداول، لماذا؟»، يسأل المختار حيدر ظاهر.