حذّر الرئيس عمر كرامي من أن «الوصول إلى الاستحقاق الرئاسي من دون توافق على الرئيس العتيد، إضافة إلى إقرار المحكمة وفق الفصل السابع»، يضعان لبنان أمام واقع «رئيسين وحكومتين»
دعا الرئيس عمر كرامي إلى ضرورة «النظر بإيجابية» إلى الملاحظات التي يمكن أن تقدّمها المعارضة في شأن مسوَّدة المحكمة ذات الطابع الدولي، منبّهاً إلى أن إقرارها في مجلس الأمن كما يريد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «يزيد الأزمة تعقيداً، ويعرّض الوطن للخطر»، وهذا ما «لا يمكن، ما دام اللبنانيون غير متّفقين عليها».
وإذ خلص إلى أن هذه المحكمة «تحتاج إلى أعوام لإقامتها»، حمّل عنواني «الإصرار على إقرارها عبر الفصل السابع» و«الوصول إلى الاستحقاق الرئاسي من دون توافق على الرئيس العتيد» مسؤولية «الوصول إلى رئيسين وحكومتين، وهذا ما لا نتمنّاه»، ونافياً معرفته بـ«ما يخفيه الرئيس إميل لحود في هذا الشأن»، أمل كرامي «تأليف حكومة اتحاد وطني لرأب الصدع وحل المشاكل الكبيرة التي تواجه اللبنانيين».
وفي ما يختصّ بدور دار الفتوى والمفتي، انتقد كرامي تحوّل هذا الدور من «مرجع وطني جامع» إلى «طرف»، مضيفاً: «تعوّدنا أن يكون المفتي في لبنان أباً لكل اللبنانيين، وراعياً صالحاً لهم، وألا ينحاز إلى فريق ضد آخر، وخصوصاً في السياسة. وللأسف، تحول دور دار الفتوى هذه الأيام إلى طرف»، ونظراً إلى الظروف المصيرية والدقيقة التي يمرّ بها الوطن، والانقسام الوطني والسياسي فـ«إننا نتجاوز هذا الأمر. وعندما يعود التوافق والوفاق الوطني على مختلف الصعد، لا بدّ أن نعيد إلى دار الفتوى مجدها ودورها الصحيح والسليم».
وواصفاً هدنة المئة يوم بـ«السخافة»، تساءل: «كيف يمكننا أن ننتظر الحكومة مئة يوم ونسكت عمّا تقوم به هذه الحكومة من مخالفات، وعمّا يتفوّه به فريق 14 شباط من أخطاء ومغالطات».
وإذ أبدى تخوّفه من «الفوضى الخلّاقة التي تنفّذها أميركا» والتي يمكن أن «تحدث فتنة بين السنّة والشيعة»، طمأن إلى أن الأمور لن تعود إلى مرحلة الـ75.
وكان كرامي قد أطلق هذه المواقف من دارته في طرابلس أمس، خلال استقباله وفداً من طلاب جامعة بيروت العربية الذين جاؤوا من مختلف المناطق اللبنانية «العصية على كل مشاريع التقسيم والفدرلة والفتنة»، كما أشار باسمهم الطالب عمر عبد الله، مطالباً بـ«ضمّ قضية اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، شهيد الوحدة الوطنية، إلى المحكمة ذات الطابع الدولي، آملين إقرارها داخلياً لتكون مدخلاً للحلّ لا وسيلة لجرّ لبنان إلى المجهول».
بدوره، رحّب كرامي بالطلاب «حاملي وهج المستقبل في هذه الأمة»، قائلاً: «نستمدّ منكم العزم والمضي في معركة الاستقلال ضد الصهيونية والمتصهينين. وما دام عندنا في لبنان شباب أمثالكم، فإننا لا ولن نخاف على مستقبل هذا الوطن. إن مبادئكم أمانة في أعناقنا، وسنستمر مع كل حلفائنا في هذه المعركة الشريفة حتى تحقيق أمانيكم، ونحفظ لهذا الوطن استقلاله وسيادته وكرامته
وعروبته».
(الأخبار)