حضّ مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني قادة الأحزاب السنية والشيعية على أن «ينبهوا أبناءهم إلى أن الخلافات سياسية محضة». وكرر انتقاده للاعتصام، قائلاً إن «مفتي الجمهورية، وهو مسؤول، يجب أن ينصح الجميع، وأن يقول للمخطئ أنت مخطئ، ولا يعني هذا أنه طرف. المخطئ هو الذي يقول بأننا طرف، فالوجود في الشارع في ساحة رياض الصلح خطأ جسيم من جانب المعارضة».جاء ذلك خلال استقبال قباني أمس وفداً من «المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية» في إيران، يرافقه السفير الإيراني محمد رضا شيباني. ولفت فيها إلى «أن لبنان خاض مخاضات كثيرة وعسيرة مع العدو الصهيوني الذي احتل الأرض وهدم البلاد في الحرب الأخيرة في تموز، وعلى مدى السنوات الطوال الماضية، وبفضل الله أولاً، وبوحدة الشعب، والمقاومة الإسلامية التي التف حولها الشعب استطاعت أولاً أن تخرج العدو الصهيوني من الجنوب وتطهّره من الاحتلال، حتى بقي هذا الاحتلال في منطقة عزيزة علينا من لبنان وهي مرتفعات شبعا».
وشدّد على أن الخلافات في لبنان «سياسية محضة، وليست هناك قضية دينية لا سنية ولا شيعية مطروحة ليختلف حولها اللبنانيون سنة وشيعة إطلاقاً، ولكن طبيعة التركيب اللبناني المتكون من طوائف تظهر في الأعمال السياسية أحياناً بانعكاساتٍ طائفيٍة أو
مذهبية».
ورأى أن معالجة الخلافات «يجب أن تكون من خلال المؤسسات الدستورية، لا بالتحدي في الشارع»، سائلاً: «هل تسمح إيران بأن يكون الخلاف عندها في الشارع، وأن يعتصم الناس في الشارع لأشهر طويلة؟».
ودعا إلى العودة إلى المؤسسات الدستورية، «فهناك المجال الطبيعي لممارسة العمل السياسي وليس في الشارع (...) يجب أن تبادر المعارضة، ليكون لها موقعها المحترم، للعودة إلى المؤسسات الدستورية وأن نعود إخوة متحابين، ونقول للجميع، وليس لفريق واحد، عودوا إلى المؤسسات الدستورية لتحفظوا لبنان من الفتنة في الشارع».
وأكد عدم وجود خلاف مذهبي «إطلاقاً، إلا عند العامة، وفقط عند الذين يجهلون أصول الدين وقواعده».
وزار الوفد أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، مشيداً بدوره «في إطار العمل على وحدة المسلمين، وما قام به خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز».
ورد بري منوهاً بجهود الوفد «الرامية إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية»، محذراً من «مخاطر تواجه المسلمين ومحاولات إثارة الفتنة في العالمين العربي
والإسلامي».
كما زار الوفد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الشيخ عبد الأمير قبلان، الذي دعا إلى توحد العرب والمسلمين لاقتلاع إسرائيل «الجرثومة التي زرعها الاستعمار في بلادنا». وقال إن المقاومة حققت نصراً كبيراً «وأصبحت القوى الاستعمارية تحذر وتخاف من مقاومتنا وشعبنا وأمتنا».
وناشد «المسلمين حل الخلافات ونبذ الفتن وأن يكونوا يداً واحدة وقلباً واحداً لأن الفرقة قاتلة ومدمرة وخبيثة».
وأقام «مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية» في الجمهورية الإسلامية بالتعاون مع «جمعية الإمام الصادق للبحوث في تراث جبل عامل»، احتفالاً حاشداً في قاعة التحرير في مدينة بنت جبيل في الذكرى السابعة للتحرير، وألقيت كلمات أكدت التمسك بخيار
المقاومة.
(وطنية)