المنية ــ نزيه الصديق
أفضى الاجتماع الموسّع الذي عقده وجهاء المنية وفاعلياتها للبحث في قرار دار الفتوى إيقاف عضو مجلس أمناء «تجمّع العلماء المسلمين» الشيخ مصطفى ملص عن الخطابة والإمامة في مسجد المنية الكبير، الى مطالبة المفتي محمد رشيد قباني بالعودة عن القرار. إلا ان ذلك لم يمنع دائرة أوقاف طرابلس من اتخاذ خطوة اعتبرت «استفزازية قد تطيح كلّ مساعي التهدئة»، بحسب أوساط متابعة.
وكان الوجهاء الذين اجتمعوا مساء أول من أمس شدّدوا على «وأد الفتنة، والحفاظ على تقاليد العيش المشترك بين عائلات المنية». وقرروا تأليف لجنة متابعة تزور قباني لـ«مطالبته بإعادة النظر في قرار العزل».
وعلّق ملص بأنّه لن يلقي خطبة الجمعة ولن يؤمّ المصلّين «التزاماً بالقرار الذي أعلنته منذ البداية، بقبولي أيّ قرار تخرج به اللجنة»، وقال لـ «الأخبار» إنّ «المجتمعين أنصفوني عندما لم يشيروا إلى أيّ مأخذ لهم عليّ أثناء تأديتي مهماتي في المسجد طوال الـ15 سنة الماضية»، لافتاً إلى أنّ «اللجنة جهدت لتهدئة الأجواء من خلال ترتيب الأوضاع مع المفتي».
الا ان دائرة أوقاف طرابلس اعلنت في كتاب جديد وجّهته إلى ملص، أول من أمس، قرار «تكليفها خطيباً وإماماً آخر (...) تلافياً لحصول أيّ فتنة».
وطرح القرار تساؤلات حول تفسير ما أشارت إليه مصادر مطلعة لـ«الأخبار» من «اتصالات أجراها المفتي قبّاني مع مرجعيات مستقلة، طلب منها التوسّط، وتعهد العمل على إيجاد مخرج للقضية»، وأثار الكتاب كثيراً من «الاستغراب والتساؤل حول توقيته، وما إذا كانت دائرة الأوقاف ودار الفتوى تتبادلان الأدوار».
وفي ظلّ هذه الأجواء، جرت صلاة الجمعة في مسجد المنية بهدوء، وألقى الشيخ سمير الرفاعي، من بلدة ببنين (عكار)، خطبة شدّد فيها على «ضرورة التمسّك بتعاليم الإسلام»، ثمّ أمّ المصلين في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة، اتخذها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، فيما غابت قوّة مكافحة الشغب عن المكان الذي كان حضورها فيه كثيفاً الأسبوع الماضي.