عاليه ـ عامر ملاعب
أكّد مفتي صور وجبل عامل السيّد علي الأمين أنّه «لا استنساخ في عالم الآراء والمعتقدات»، مؤكّداً أنّه لن يكون هناك سلام في لبنان إلاّ بإلغاء الطائفية. كلام الأمين جاء في سياق محاضرة عن «أهمية الحوار والتنوع»، أقامتها الهيئة الطلابية في المدرسة التنوخية الوطنية في عبيه ــــــ قضاء عاليه. تميّز اللقاء بندرة الكلام في السياسة ما خلا توجيه بعض التحيّات إلى النائب وليد جنبلاط و«تلطيشات» ملطّفة للسيّد تهزأ من فكرة البواخر التي ستنقل الشيعة وتهجّرهم من البلد. واستفاض العلّامة في هجاء الطائفية والتقسيم إلى حدود الاستشهاد بقول الشاعر رشيد سليم الخوري «سلام على كفر يوحّد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم». وأوضح الأمين أنّ «الباحث لا يحتاج إلى الكثير من العناء ليكتشف أنّ ثمّة تعدّدية فكرية ودينية وثقافية وسياسية في كل المجتمعات»، لافتاً إلى «أنّ هذه التعدّدية أخذتها مجتمعات كثيرة كمسلّمة من المسلّمات التي لا بدّ من البناء عليها في أيّ نظام سياسيّ واجتماعي». وفي حديثه عن الاختلاف، تساءل الأمين «عمّا إذا كان ممكناً أن تكون المجتمعات نسخة واحدة عن قائد أو نبي أو إمام، في الوقت الذي منح فيه الله الإنسان الإرادة والاختيار؟»، مشدّداً على أنّه «حيث تكون الإرادة والاختيار لا وجود لعالم الاستنساخ والقهر والإجبار». ورأى أنّ «لبنان كان مثالاً للتنوّع، حيث تتعدّد الطوائف والمذاهب والأحزاب»، وقال إنّ «العيش المشترك هو الصيغة التي تنظّم الاختيار والتنوّع، والتي يجب أن تنطلق من خلالها أي صيغة سياسية». ولفت الأمين إلى «أنّه مهما اختلفت الأمم في أديانها ومعتقداتها، كانت تبحث دائماً عن الصيغ المشتركة لإقامة حياة اجتماعية وسياسية فيما بينها، لا على أساسٍ مذهبي أو طائفي أو مناطقي، بل على أساسٍ انساني ومبدأ العيش الواحد الذي يجمع العائلة الوطنية الكبرى». وعرض الأمين أهمية النموذج اللبناني «الذي فتح أمامنا آفاقاً كبيرة من أجل حوار الحضارات والثقافات»، موضحاً «أنّ قدر البشرية ابتداع الحوار وسيلة من وسائل التفاهم والتوافق، لا البناء على الصراع والنزاع، من أجل أن نصنع الصيغة التي تحفظ الجميع». وشدد على ضرورة أن «يبقى الحوار أساساً من أجل التوصل إلى الاستقرار والازدهار والتطور والتقدم».