«لا قرار رسمياً بدخول المخيمات وفتح الإسلام ومن يقف خلفها ويسلّحها ويدرّبها ويروّج لها معروفون»
عزا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة سبب استهداف القوى العسكرية والأمنية اللبنانية الى كونها «كانت ولا تزال في مقدّمة صفوف من يقدّم التضحية لكي يبقى هذا الوطن».واعداً بأنه «لن يكون من حقّ أحد أن يحمل السلاح، باستثناء الجيش والقوى الأمنية الرسمية»، لأن هذه القوى الشرعية هي «الأداة الأمنية الوحيدة المخوّلة حفظ الأمن وحماية اللبنانيين ومصالحهم»، شدّد رئيس الحكومة على أن لبنان «ارتضى الدولة المدنية والنظام الديموقراطي».
وإذ أكّد وقوف الدولة والشعب والقوى النظامية «صفّاً واحداً»، و«لن نسمح لأي جهة بأن تنال من تماسكنا وإصرارنا على فرض الأمن والقانون على سائر الأراضي اللبنانية، وعلى المقيمين في المخيمات وخارجها»، أشار الى أن «الإسلام براء» ممّا يسمّى بـ«منظمة فتح الإسلام».
وكان السنيورة قد ترأّس، ليل أمس، اجتماعاً أمنياً، في حضور عدد من الوزراء، إضافة الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، مدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري، المدير العام لأمن الدولة العميد الياس كعيكاتي، ورئيس شعبة المعلومات المقدّم وسام الحسن.
وإثر الاجتماع الذي كان قد استهلّ بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الجيش والشهداء الأبرياء الذين سقطوا في مواجهات الشمال، تلا وزير الإعلام كلمة السنيورة التي تخلّلت الاجتماع الأمني.
بدايةً، عزّى السنيورة عائلات شهداء الجيش اللبناني والشهداء من المواطنين اللبنانيين الآمنين الذين «سقطوا بفعل الاعتداء المجرم» على الجيش اللبناني في منطقة الشمال، متوجّهاً الى الشماليين بالقول: «إنكم اليوم تدفعون الثمن عن لبنان كله، لأن يد الغدر قرّرت أن يكون الدور في الشمال الآن»، مضيفاً: «إننا جميعاً نقف صفاً واحداً معكم. ويجب أن نكون جميعاً صفاً واحداً مع الجيش والقوى الأمنية في مواجهة هؤلاء المجرمين وكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن لبنان».
ومستذكراً أن الجيش «نجح في الانتشار في الجنوب، على الحدود الدولية مع فلسطين المحتلّة، بعد غياب استمرّ 30 عاماً»، رأى السنيورة أن سبب استهدافه في الشمال أولاً هو «لكي يُشغل عن مهمته الأساسية» من جهة، وبما يحقّق «ضرب وزعزعة الاستقرار في كل لبنان»، من جهة ثانية.
ورأى رئيس الحكومة أن ظروف صناعة وتركيب منظمة فتح الإسلام «معروفة» كما هي الحال مع «من يقف خلفها ويسلّحها ويدرّبها ويروّج لها ويحضّر لها الأرضية لكي تعمل»، ودعا الى ضرورة «الوقوف خلف الدولة اللبنانية، بكل مؤسساتها مع قواها الامنية الشرعية»، مضيفاً: «صحيح أن الخيارات المطروحة أمامنا صعبة وقاسية، لكننا مصمّمون على التصدي للمؤامرة التي تحاك ضد لبنان... ولن نتهاون أو نتراجع أو نخاف».
وبعد تلاوة رسالة السنيورة، لفت الوزير غازي العريضي الى أن المجتمعين استمعوا الى معلومات مفصّلة من القادة الأمنيين عن الاعتداءات التي استهدفت الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من جانب عناصر «فتح الإسلام»، ورد على سؤال عن دخول القوى الأمنية إلى مخيم نهر البارد، بالقول «ليس من قرار رسمي للدخول إلى المخيمات، والقضية لم تكن مطروحة في الاجتماع الوزاري». وأكد أن تعقب عناصر «فتح الإسلام» سيستمرّ «ما دامت هذه المجموعة تهدد الأمن والاستقرار في لبنان».
كما أشار العريضي الى أن عدداً من الشهداء العسكريين «قد قتل دون أن يشارك في العمليات الأمنية، إذ إن المسلّحين أوقفوا على بعض الطرقات جنوداً في الجيش اللبناني ممن لم يكونوا في الخدمة، وتمّت تصفيتهم على الفور»، نافياً وجود شهداء في صفوف قوى الأمن الداخلي.
تعليق الدراسة في الشمال اليوم
بسبب الأحداث الأمنية الطارئة، أعلن وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني تعليق الدروس، اليوم، في المدارس الرسمية والخاصة والجامعات في محافظة الشمال.