وصف مجلس الوزراء تنظيم فتح الاسلام بـ «الحالة التي اعتدت على الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى»، و«شكلت وتشكل استهدافا لكل لبنان وشعبه وأمنه واستقراره وتهديدا دائما للشعب الفلسطيني»، مؤكدا «على ضروة انهاء هذه الحالة الارهابية الغريبة عن طبيعة وقيم ونضال الشعب الفلسطيني الأبي، والبعيدة كل البعد عن أهدافه المشروعة التي حماها لبنان وشعبه، وقدم من أجلها الكثير من التضحيات ولا يزال يقف الى جانب أشقائه في حقهم باقامة دولتهم المستقلة على أرضهم واستعادة كل حقوقهم».ودعت الى موقف حازم «في مواجهتها بكل الوسائل والأساليب والامكانات لتثبيت مرجعية الدولة، ودور مؤسساتها الضامنة لوحدها للأمن والاستقرار وللمحافظة على صدقيتها وسمعتها في التزامها أمانة الحرص على سلامة اللبنانيين وكرامتهم ومستقبلهم».
وحيا الجيش وقوى الأمن الداخلي، معتبرا شهداءهم «شهداء السيادة والكرامة والوحدة الوطنية، وكذلك الشهداء المدنيين الذين سقطوا في المواجهات وفي العملية الارهابية التي استهدفت منطقة الأشرفية»، مؤكدا على تلبية على ما يحتاجه الجيش والمؤسسات الأمنية «من امكانات وعتاد وعديد وتجهيزات، وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لذلك في أسرع وقت، واستعجال تسلم المساعدات التي خصصت وأعلن عنها من قبل دول شقيقة وصديقة».
وكلف المجلس السنيورة القيام بالاتصالات اللازمة «لتوفير الدعم اللازم للشرعية اللبنانية في مواجهة هذه التهديدات، ولتعزيز دور مؤسساتها، والاتصال مع كل المعنيين باجتماع مجلس المندوبين في جامعة الدول العربية، غدا (اليوم)، الذي سيناقش التطورات التي يعيشها لبنان بعد الاعتداءات على الجيش وقوى الأمن الداخلي».
ودعا اللبنانيين «جميعا، الى الالتفاف حول الجيش وقوى الأمن الداخلي، وعدم اقحام ما جرى في دائرة الحسابات الضيقة والصغيرة، والارتقاء الى مستوى المسؤولية، لأن ما يجري يستهدفهم جميعا بأمنهم واستقرارهم ومستقبل بلدهم، ويستهدف لقمة عيشهم على أبواب الصيف المقبل، ويضاعف الأزمة إذ يريد المخربون ضرب الثقة بوطننا، الأمر الذي يدعونا الى مزيد من التضامن والصمود ومواجهة هذه النوايا العدوانية».
توجه «الى اخواننا الفلسطينيين في المخيمات عموما وفي مخيم نهر البارد خصوصا، ومن خلالهم الى كل العالم، بتجديد موقفها الحريص على أمن وسلامة وكرامة المدنيين في المخيمات»، معتبرا أن «ما يجري في نهر البارد هو مواجهة حالة ارهابية أخذت أبناء المخيم رهينة في مشروعها وممارستها»، وأمل «من الجميع التعاون للحفاظ على كرامة لبنان وجيشه ومؤسساته، وأمن اللبنانيين والفلسطينيين في آن».
وكلف الهيئة العليا للاغاثة الكشف السريع على الأضرار في الشمال والأشرفية «لإعداد تقرير وتقدير الخسائر، وتأمين التعويضات اللازمة». ودعا كل المؤسسات الى التوقف عن العمل اليوم لمدة عشر دقائق، اعتبارا من الثانية عشرة ظهرا «حدادا على أرواح شهداء الجيش والمدنيين الأبرياء، واستنكارا للجريمتين في طرابلس ونهر البارد في الشمال وفي الأشرفية». وهنأ اللبنانيين بعيد التحرير السابع، وحيا المقاومين الذين ساهموا بهذا الانجاز، معتبرا ان العيد يكتمل بتحرير باقي الأرض والأسرى والمعتقلين.
واتخذ المجلس قرارات عدة أبرزها: الموافقة على انشاء البطاقة الاغترابية بعد ادخال التعديلات عليها، احالة جريمة جدرا الى المجلس العدلي، الموافقة على الترخيص للشركة اللبنانية للاعلام "أو.تي.في" باستئجار قناة بث فضائية لاستقبال الصوت والصورة معا، الموافقة على مشاريع مراسيم ترمي الى تجديد تعيين مجالس ادارات مستشفيات: سير الضنية والنبطية وسبلين، تعيين القاضي عاطف عون رئيس لهيئة القضايا في وزارة العدل.
وكان المجلس انعقد مساء أمس في السرايا الكبيرة، في حضور القادة الأمنيين المعنيين. وتحدث في مستهل الجلسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي رأى «ضرورة مواجهة هذه الحالة الارهابية بموقف موحد، وبتسيق كامل بين كل المؤسسات»، وأشاد بـ «الاحتضان الشعبي والسياسي للجيش وقوى الأمن الداخلي».
وأعلن ان غالبية القتلى في صفوف فتح الاسلام «ليسوا فلسطينيين، بل ينتمون الى جنسيات متنوعة»، معربا عن الحرص على العلاقات اللبنانية – الفلسطينية «الأخوية والقوية». وقال «إن ثمة من يريد خلق الفتن والانقسام من جهة، ومن يريد الاستمرار في استخدام موضوع التوطين كفزاعة من جهة ثانية لتغطية مشاريع بعيدة كل البعد عن حقوق الشعب الفلسطيني»، وأضاف ان «التوطين مرفوض... وهذا موضع التزام وطني وقومي لدى الجميع».
وأطلع السنيورة المجتمعين على حصيلة اتصالاته مع عدد من المسؤولين العرب والدوليين، ولقاءاته مع ممثلي الفصائل الفلسطينية. مشيدا بـ «تجاوب قائد الجيش ومبادرته الى مساعدة المدنيين في ادخال المواد الغذائية واخلاء الجرحى، والتزامه باحترام القضايا الانسانية بدون أي تفريط بهيبة الجيش، وحسمه في الرد على أي اعتداء، ووضع حد نهائي له وللحالة الشاذة والخطيرة». وإذ أشاد بتصرف الجيش «المسؤول والشجاع والانساني»، اتهم المسلحين بتنفيذ «اعتداءات كثيرة» على الجيش، وبـ «توسيع دائرة الاعتداء، الأمر الذي لا يمكن قبوله، ويعزز القناعة بضرورة التعاون الفعلي والتضامن لانهاء هذه الحالة حرصا على أبناء المخيم والجيش واللبنانيين والفلسطينيين عموما».
(الأخبار)