البقاع ـ عفيف دياب
هدوء وسكون وترقب... هذه هي حال المواقع الفلسطينية في البقاعين الغربي والأوسط. فالإجراءات الأمنية اللبنانية حول مواقع «الجبهة الشعبية ــــ القيادة العامة» وحركة فتح ــــ الانتفاضة ارتفعت وتيرتها، في وقت عززت فيه قوات الجيش وحداتها حول هذه المواقع إضافة الى استنفار عام في كل مواقع الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية الأخرى. كما اتخذت إجراءات مشددة على معبري الحدود في المصنع والقاع، مع تكثيف الدوريات الأمنية على معظم خطوط الحدود البرية مع سوريا.
في محيط مواقع القيادة العامة في قوسايا ودير الغزال وكفرزبد، وُضع عناصر هذه المواقع في أقصى حالات «الاستنفار». وقال مسؤول عسكري في القيادة العامة لـ«الأخبار» إن الوضع في المواقع وحولها «طبيعي، ونترقب ما يجري في شمال لبنان، ونتحسب لأي تطورات تقدم عليها فئات تهدف الى نقل المشكلة الى مناطق أخرى». وأكّد أن «إجراءات الجيش عُزّزت نسبياً، لكن الأوضاع هادئة، ونحن مع كل خطوة يتخذها الجيش ومستعدون لتقديم ما يجب من مساعدة لحماية هذا الجيش الوطني الذي قاتل معنا إسرائيل».
وفي منطقة السلطان يعقوب شوهدت دوريات مكثفة للجيش حول أنفاق «القيادة العامة». وقال مصدر أمني لـ «الأخبار» إن حركة الدوريات زادت نسبياً، «لكن الأوضاع هنا هادئة جداً». فيما شوهد عناصر من «الجبهة الشعبية» داخل مواقعهم في حالة جهوزية تامة.
أما عند تخوم الحدود مع سوريا في منطقة انتشار مواقع حركة «فتح ــــ الانتفاضة» في حلوة والوادي الأسود، فلوحظت مراقبة مشددة للجيش، مع حركة دوريات مؤللة، فيما طغت أجواء استنفار على وحدات الجيش. وقال مصدر عسكري لـ«الاخبار» إن «الإجراءات طبيعية في ظل أجواء أمنية كهذه».
وفي سياق متصل عاشت منطقة البقاع يوماً هادئاً أمس حيث كانت الدروس في الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة طبيعية، في وقت شهدت فيه الأسواق التجارية حركة خجولة مع ترقب حذر. وتسمّر البقاعيون أمام الشاشات لمتابعة التطورات في منطقة الشمال مع تعاطف قلّ نظيره مع الجيش اللبناني الذي شيّع بعد ظهر أمس المعاون رياض قاسم عبد الله في سرعين الفوقا ومهدي محمد ديب المذبوح في بلدة علي النهري اللذين استشهدا أول من أمس في المواجهات. وشاركت في التشييع حشود شعبية كبيرة وشخصيات وضباط من الجيش وقوى الأمن الداخلي.