• «هل أسستم الأجهزة الأمنية وشعبة المعلومات لتقوم بملاحقتنا؟»
    رأى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أن الشكل الذي حصلت فيه أحداث الشمال أول من أمس هو مؤامرة على الجيش، مشيراً إلى وجود تنافس غير مشروع بين الجيش والقوى الأمنية، ورأى أن مسؤولية السلطة الموجودة في السرايا كبيرة وعليها الرحيل

    قال العماد ميشال عون بعد ترؤسه في الرابية أمس اجتماع تكتل التغيير والإصلاح الذي استهل بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا في أحداث الشمال: «إن المجريات الأخيرة اتّسمت بإهمال فاضح وعدم كفاءة على المستوى السياسي، وقد يكون هناك نقص على المستوى التقني. يبدو أنه ليس هناك أي تعاون وتنسيق بين الأجهزة الأمنية في محاولة لخلق تنافس غير مشروع بين الجيش اللبناني والقوى الأمنية، الأمر الذي ستظهره الوقائع».
    وأشار إلى أن عناصر فتح الإسلام «دخلوا لبنان بطريقة غير شرعية، والأجهزة الأمنية كانت على علم بهذا الأمر ولم تقبض عليهم عند الحدود وتطاردهم. وسرعان ما أصبح لديهم سكن يؤويهم، ثمّ تسلحوا، الأمر الذي يجعلهم عرضة للملاحقة والتوقيف، وأيضاً لم تحرك القوى الأمنية ساكناً. أما السلطة السياسية فهي ليس فقط لم تعترض على هذه التحركات بل قام أقطاب منها بالدفاع عن المرتكبين والمطالبة بإطلاقهم»، لافتاً إلى أن المنظمة لها «تعاون غير مشروع ولا شرعي مع قوى محلية. وهناك بعض المعلومات عن أن القوى الأمنية حضّرت لتوقف تطور المنظمة الإرهابية، لكن الجواب السياسي لم يأت».
    وبعدما فصل بين المؤسسات الأمنية والسلطة السياسية، أكّد عون دعم الأولى «قلباً وروحاً ودماً» (...) لكن لا يمكن أن نتضامن مع حكم اتّسم باللاوعي والتقصير وعدم الكفاءة والإهمال المتمادي الذي يوصلنا كل مرة إلى مأساة».
    وأوضح أن «القوى الأمنية حضّرت لعملية توقيف السارقين لتحقيق بطولة، لكنها لم تفلح والبطولة لم تتحقق لأنهم اصطدموا بمقاومة فتح الإسلام. فأتت ردة الفعل بالهجوم على مراكز الجيش وسقط جنود من الجيش، فكانت عملية غدر، وفوجئ الجيش بما يحدث، وذلك لعدم معرفته بما تفعله القوى الأمنية».
    ورأى أن الوزراء تناسوا «أنهم سلطة سياسية يجب عليها اتخاذ قرار» وقال: «هناك هروب من المسؤولية، وقرار حكومة السنيورة لم يكن قراراً»، معتبراً أن «السلطة الموجودة في السرايا عاجزة عن اتخاذ أي قرار وهي تتهرب من تحمل مسؤوليتها».
    وسأل «ما هي العلاقة بين المحكمة وقضية الاشتباكات في منطقة الشمال؟ هل المندوب الاميركي في الأمم المتحدة سيوقف النظر في المحكمة لأن الأصوليين المتطرّفين اشتبكوا مع الجيش اللبناني؟». وأضاف: «قيل إن هؤلاء الأصوليين أتوا من سوريا، وتريدون دائماً أن تعتبروا أن سوريا تريد ممارسة سياسة وضع اليد على لبنان، فلنفترض أن كل ذلك صحيح، ماذا تفعلون أنتم؟؟ عليكم التركيز على وحدتكم الوطنية وقوتكم المسلحة للدفاع عن انفسكم، ويكفيكم بكاء. هل أنشأتم أجهزة أمنية وأسّستم شعبة المعلومات لكي تقوم بملاحقتنا نحن؟». وأمل «أن تتمكّن قواتنا المسلحة من إنهاء مهمّتها».
    وعما إذا كان يعتقد أن هناك مؤامرة تحاك ضد الجيش لإظهاره عاجزاً عن حماية نفسه وحماية لبنان قال عون: «ان الشكل الذي حصل به الحدث (اول من) امس هو مؤامرة بحد ذاته، فلا يجوز أن يكون هناك تراكم لكل هذه الأخطاء إلا إذا كان المسؤولون كلهم عديمي الفائدة والكفاءة، أو مشكوكاً بهم، لكن في الحالتين مسؤوليتهم كبيرة والحل الوحيد هو الرحيل».
    وعن تصريح النائب وليد جنبلاط عن المعارضة قال: «لست مرغماً على الرد على كل السخافات. جنبلاط في الحكم، فليأخذ القرارات اللازمة ليخلّصنا من هذا الموضوع. وإذا لم يعجبه الأمر فليتنحّ جانباً ونحن نأخذ القرار».
    (الأخبار)