تساءل لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية عما إذا كان الهدف من توريط الجيش في معارك داخلية هو «زجّه في فوضى داخلية لإنهاكه وتبديد قواه»، تمهيداً لـ«صيف إسرائيلي ـــــ أميركي عدواني»، ولـ«تهيئة الظروف أمام صدور قرارات دولية تحت الفصل السابع من بوابة المحكمة ذات الطابع الدولي التي تبيح لأميركا وإسرائيل إحراق لبنان، وجعله ساحة للفوضى العمياء».كما تساءل اللقاء عن «عدم التنسيق» من قبل قوى الأمن الداخلي مع الجيش لدى مداهمة عناصر «فتح الإسلام»، ما «عرّض الجيش للانكشاف المفاجئ، وربما المقصود، في محاولة لإسقاط هيبة مؤسسة الجيش التي شكّلت على الدوام الضمانة وصمام الأمان للسلم والاستقرار».
وإثر اجتماع طارئ عقده أمس في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة رئيسه علي قانصو، أشار اللقاء الى أن «الاتهامات الجاهزة التي أطلقتها المجموعة الحاكمة لن تخفي العيوب والخلفيات من ورائها، إن لجهة تسييس ما حصل عبر زجّ الجيش في معركة غير محسوبة النتائج، أو لجهة كيفية تمدّد العناصر الإرهابية التابعة لفتح الإسلام، إضافة الى الجهات التي تقف وراء تمويلها ومساعدتها وتسهيل تنقّلها من منطقة الى أخرى»، محمّلاً الفريق الحاكم مسؤولية «التعبئة والتحريض باتجاه تسعير المناخات الطائفية والمذهبية التي شكّلت التربة الخصبة والمثالية لظهور مثل هذه التنظيمات المتطرّفة».
ورأى اللقاء أن وجود «الفريق المغتصب للسلطة بات يشكّل خطراً على السلم والاستقرار في لبنان، ما يحتّم رحيله»، مطالباً بـ«فتح تحقيق محايد عاجل وموثوق حول ظروف وحيثيات ما حدث في الشمال، من أجل كشف الحقيقة كاملة»، وبـ«توسيع التحقيق باتجاه مساءلة قيادات في الفريق الشباطي عما يمتلكه من معلومات مسبقة عن كل حادث أمني خطير».
كما استغرب دعوة النائب سعد الحريري تياره الى مساعدة الجيش والقوى الأمنية، وهي الدعوة التي «ترجمها أنصاره على الأرض انتشاراً مسلحاً في طرابلس، ما يؤكّد صحة تحوّل تياره الى ميليشيا مسلّحة ساهمت في إرباك الجيش والإخلال بالأمن».
ودعا اللقاء الى «تشكيل مرجعية فلسطينية واحدة، لإحباط المحاولات الرامية الى تحويل المخيمات الى بؤر أمنية، تبريراً للنيل من سلاح التحرير والمقاومة»، محذّراً من «محاولات تصوير الجيش في موقع العداء لأبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات من قبل بعض وسائل الإعلام والأبواق المأجورة».
«حزب الله» و«الجماعة»
إلى ذلك دعت قيادتا «حزب الله» والجماعة الإسلامية الى «الابتعاد عن لغة التصعيد والتوتير والتوظيف السياسي»، على خلفية ما يجري من مواجهات في الشمال بين الجيش اللبناني و«فتح الإسلام»، مشيرتين الى ضرورة «البحث عن حلول عقلانية توقف نزف الدم، وترسي قاعدة الحلول السياسية التي تحفظ اللبنانيين والفلسطينيين على حدّ سواء».
(الأخبار)