الجيش لن يواجه صعوبة بالسيطرة على الوضع وعمل «اليونيفيل» لن يتغير
نقل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا رسالة دعم سياسية واقتصادية من الاتحاد الى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، رافضاً إعلان موقف من مسألة دخول الجيش الى مخيم نهر البارد. لكنه تمنى أن يكون سلوك الجيش «متوافقاً مع القيم والمثل العليا لحماية المدنيين». ورأى أنه «يجب تهدئة الوضع، وثانياً حل موضوع المحكمة».
والتقى سولانا أمس كلاً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري. وأوضح بعد لقائه بري أن زيارته «للتعرف على الوضع القائم لتحليله ومعرفة كيف يمكن أن نساعد على التهدئة»، مشدداً على خفض حدة التوتر والعنف، ولافتاً الى «أن للاتحاد الأوروبي التزامات تجاه لبنان تتمثّل بالمشاركة في قوات اليونيفيل، وحجم المساعدة والمال الذي نقدمه، وسنتابع التزاماتنا».
واذ رأى أن دخول الجيش الى مخيم نهر البارد يعود الى قيادة الجيش، أكد أنه لمس خلال محادثاته مع بري «تضامناً من الأطراف السياسيين مع الجيش، وهذا أمر جيد». وأوضح أنه «لا يجرؤ» على القول اذا كان ما يحدث مرتبطاً بالمحكمة الدولية أم لا، معتبراً «أنه يجب تهدئة الوضع، وثانياً أن يُحل موضوع المحكمة».
وعقد سولانا بعد اجتماعه بالسنيورة في السرايا مؤتمراً صحافياً، في حضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري الذي قال إن المبعوث الأوروبي «أكد دعم الاتحاد الأوروبي للحكومة والشعب والجيش في مواجهة العملية الإرهابية التي اقترفتها مجموعة فتح الإسلام الإرهابية ضد المصلحة الوطنية للشعبين اللبناني والفلسطيني».
من جهته، قال سولانا: «في الأوضاع الحالية، عليّ أن أظهر دعمي للرئيس السنيورة وحكومته، والجامعة العربية أيضاً أصدرت تصريحاً في الإطار نفسه وأرى أن هذا التصريح جيد جداً، وسألتقي الأمين العام للجامعة عمرو موسى الليلة في القاهرة وسنتحادث في هذا الشأن». وأضاف: «رسالتي اليوم هي رسالة دعم للشعب اللبناني والحكومة والجيش»، متمنياً أن يكون سلوك الجيش «متوافقاً مع القيم والمثل العليا لحماية المدنيين»، معتبراً أن المواجهة ليست بين الفلسطينيين والحكومة بل هي مواجهة بين «مجموعة إرهابية» والحكومة، لافتاً الى أن كل الفصائل الفلسطينية المسلحة دعمت الجيش اللبناني.
ورداً على سؤال عن تخوف المعارضة من لجوء لبنان إلى طلب تدخل القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان إذا ما فشل الجيش السيطرة على الوضع، أجاب «هذا لن يتحقق على أرض الواقع. ولا أعتقد أن الجيش سيواجه صعوبة في السيطرة على الوضع»، مشيراً الى «أن مهمة القوات الدولية في الجنوب واضحة، وأي مهمات أخرى لها تحتاج الى قرارات أخرى من مجلس الأمن، لذلك لن يتغير هدف عمل قوات اليونيفيل».
وعمّا اذا كان لسوريا دور في وقف التصعيد في لبنان، أجاب: «لا أعتقد أن هناك ترابطاً بين الأمرين، وليس لدي دليل على ذلك»، معتبراً أن «البيان الصادر عن جامعة الدول العربية أوضح رأي كل هذه الدول وأعتقد أنه من الضروري أن نتصرف بحذر مع البيان الذي كان مهماً وحذراً، ودعمته كل الدول الأعضاء ومنها سوريا». ورأى أن الحدود اللبنانية ـــــ السورية «معقدة وصعبة وتجب مراقبتها من جانب الجيش وهو يقوم بمهمته على أحسن وجه».
ورداً على سؤال، أشار الى أن الأمم المتحدة «تنظر الآن في مسألة المحكمة الدولية وستعيد إصدار قرار يتعلق بهذه المسألة قريباً بناءً على الوقائع الموجودة لديها».
من جهته، شكر الحريري سولانا الذي التقاه في قريطم في حضور النائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري، «لوجوده في لبنان دائماً حين يكون هذا البلد بحاجة الى الدعم».
وغادر سولانا بيروت إلى القاهرة في زيارة لمصر تستغرق يومين، يستقبله خلالها الرئيس المصري حسني مبارك. وتتناول محادثاته تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في لبنان وفلسطين والعراق ودارفور.
(الأخبار، وطنية)