البدّاوي ـ نزيه الصدّيق
شهد مخيم البدّاوي حركة احتجاج واسعة، استنكاراً لما سمّاه مشاركون في مسيرات عمّت أرجاء المخيّم بـ«المجازر التي ترتكب بحق المدنيّين في مخيم نهر البارد، وسياسة الأرض المحروقة التي تتّبع في عمليات القصف».
وردّد مئات المشاركين في المسيرات الغاضبة هتافات ضدّ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ووزير الشباب والرياضة أحمد فتفت، ورئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري، وضدّ الجيش اللبناني؛ وعمدوا إلى قطع مداخل المخيم بالإطارات المشتعلة.
وبلغت حالة الغضب والغليان في مخيم البدّاوي ذروتها، عندما شنّ إمام وخطيب مسجد القدس في المخيم الشيخ حمزة قاسم، من مكبّر الصوت في المسجد قبل ظهر أمس، هجوماً شديداً على الجيش اللبناني والسلطات اللبنانية، مشيراً إلى أنّه «كنّا مع الجيش ضدّ ما كان يحصل، إلا أنّنا الآن أصبحنا ضدّ الجيش في اتباعه سياسة الأرض المحــــروقة؛ وإننا نسأل ما الذي منعه من قتال العدو الإسرائيلــــي فـــي مرجـــعيون؟».
وحذّر قاسم من أنّه «إذا لم يتوقف إطلاق النار فسوف تفلت الأمور من عقالها، وستكون المعركة مع الفلسطينيين في كل المخيمات»، متمنياً على رئيس الجمهورية العماد إميل لحود والأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله «التدخل لحقن الدماء، وعدم دفعنا لنقل المعركة إلى أماكن أخرى، وهي ستكون مفتوحة لأنّها خيارنا الوحيد».
بدوره، طالب أمين سرّ «حركة فتح» في لبنان سلطان أبو العينيين، الموجود منذ أول من أمس في مخيم البدّاوي، في تصريح له «بوقف فوري للنار في مخيم نهر البارد، وإجلاء الجرحى، ومعالجة الموضوع بصورة حكيمة لا بواسطة الدم»، معتبراً أنّه «كان بالإمكان حلّ المسألة سياسياً، إلا أنّ جهات واتجاهات ذهبت باتجاه الحسم العسكري».