امتدّت تداعيات تفجيري الأشرفية وفردان إلى داخل أسوار المدارس، واحتجزت عدداً من التلامذة رهينة الضياع بين متابعة دراستهم أو الاعتكاف في المنزل
في وقت يلزم تلامذة الشمال منازلهم لليوم الثاني على التوالي خوفاً من الاشتباكات، يحاول التلامذة في بيروت حسم القرار بأنفسهم بين الذهاب أو عدمه، ولا سيّما أنّ وزير التربية والتعليم العالي خالد قبّاني لم يصدر قراراً رسمياً بالإقفال، وترك الخيار للأهالي وإدارات المدارس كي يتصرفوا بحسب ما يرونه مناسباً.
وفيما شهد مجمع المدارس الرسمية في فردان يوماً دراسياً طبيعياً، بحيث فاقت نسبة حضور التلامذة 80%، امتنعت مدرسة الليسيه فردان عن استقبال تلامذتها، بسبب تعرضها للضرر جراء الانفجار الذي وقع على بعد أمتار. وقد أدى ضغط الانفجار إلى تحطيم الزجاج وخلع الأبواب. واستبعدت مصادر من المدرسة عودة الدراسة بشكل طبيعي اليوموفي ثانوية الظريف الرسمية، «خرق» تفجير فردان حصّة التربية الوطنيّة والمدنيّة في الصف الثانوي الثاني، فانشغل التلامذة في «معالجة أسباب الحادث ومن يقف وراءه»، متناسين واجباتهم المدرسيّة. ويلفت أحد التلامذة في الصف الثانوي الثالث إلى أنّه لم يعد قادراً على التركيز في الدرس، بعدما نسفت الانفجارات فكرة متابعة الامتحانات من رأسه. من جهة ثانية، يبدي تلامذة الشهادات الرسميّة في مدرسة القديس يوسف الظهور خشيتهم من «القرار المحتمل» الذي قد يتّخذه الوزير بتأجيل الامتحانات، إذا مـــا استــــمرّ الوضــــع علــــى ما هــــو عليه.
وفيما ينتهج عدد من الأهالي سياسة منع أولادهم من متابعة النشرات الإخباريّة، يحاول الأولاد «اقتناص» بعض الأخبار من الرفاق في ملعب المدرسة، بعدما منعت الإدارات الحديث في السياسة، مهدّدة من يتكلّم فيها بالطرد أو الحرمان من الامتحان النهائي.
ولفتت أم سليم (والدة أحد التلامذة في ثانويّة الليسيه عبد القادر) إلى أنّها تمنع ابنها من مشاهدة النشرات الإخباريّة، مؤكدة «أنّ الانفجارات لن تثنينا عن مواصلة حياتنا ولن تمنع ابني من متابعة تعليمه». من جهتها، تشير المسؤولة في مدارس الحريري في بيروت ملاذ قوّاص إلى أنّ الأوضاع في المدارس شبيهة بأوضاع البلد، موضحة أنّ بعض الأهالي عمدوا إلى استعادة أولادهم من المدرسة بعد ساعاتٍ قليلة على إيصالهم إليها».
من جهته، لجأ مدير المدرسة المعنية نبيل الزهيري إلى تخصيص ربع ساعة «وعظ» كمحاولة لتجنيب التلامذة تداعيات الأحداث خارج أسوار المدرسة.
وفي الشمال، أفاد مراسل «الأخبار» فريد بو فرنسيس بأنّ معظم المدارس الرسمية والخاصة والجامعات والمعاهد التربوية والفنية أقفلت أبوابها لليوم الثاني على التوالي، على الرغم من عدم صدور قرار رسمي عن وزارة التربية يقضي بالإقفال التام. وقد لازم التلامذة منازلهم، وسط أجواء الترقب الشديد والحذر في المحافظة بكل أقضيتها، في أثر الأحداث الدامية التي يشهدها الشمال. وشهدت المؤسسات التربوية في صيدا يوماً دراسياً عادياً، باستثناء مدارس مخيم عين الحلوة.
(الأخبار)