نادر فوز
دفع، أمس، استمرار الاشتباكات الدائرة في شمال لبنان عدداً من التجمعات الشبابية، رغم الأوضاع الأمنية المتوترة، إلى تنظيم نشاطات مصغّرة دعماً للجيش اللبناني ولتحييد المدنيين عن الصراع ومدّهم بكلّ الحاجات الحياتية.
عند تقاطع «الويمبي ـــ مودكا»، الذي اعتاد على استضافة التجمعات الأهلية والمدنية، نظّم عدد من الشبان عند الساعة السابعة مساءًَ حملةً لإضاءة الشموع تضامناً مع المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين ولأجل الشهداء الذين سقطوا. رفع المشاركون لافتات عديدة منها: «تحييد المدنيين عن النزاعات»، «لست وحدك في الدم وتحت النار»، «لا لقتل المدنيين»، «الدعم للإنسان حالاً»، «حرب أهلية واحدة تكفي»، «أوقفوا النار»، إضافةً إلى العديد من الشعارات الأخرى. ووزع المشاركون بياناً اعتبروا فيه أنّ أحداث نهر البارد هي «نتيجة السياسات المهملة بحق المواطنين والمقيمين»، متخوّفين من امتداد «هذه الحالة إلى كل المناطق والمخيمات، وخصوصاً في ظل السياسات العدائية وغير العادلة للحكومة اللبنانية تجاه اللاجئين». وطالب المشاركون، إضافةً إلى التضامن مع المدنيين داخل المخيّم وخارجه، بالدعم المعنوي للجيش اللبناني «ومساعدته على إقرار الأمن عبر تخفيف الضغوط الداخلية عنه، وتحييده عن الخلافات السياسية والطائفية». ودعا البيان جميع الأطراف والأحزاب اللبنانية إلى عدم المشاركة في أي نوع من الأعمال العسكرية، إضافةً إلى العمل بشكل جدي على إيجاد حلول اجتماعية وسياسية للمخيمات وكل المناطق المحرومة.
وعند الساعة السابعة والنصف بالقرب من مستديرة الصالومي، اجتمع أفراد «تجمّع شباب لبنان» رافعين الأعلام اللبنانية ليضيئوا الشموع لراحة نفس شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في المواجهات الأخيرة في الشمال. وتوالت السيارات المدنية التابعة لقوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات على مكان التجمّع، كما توقف عدد من المواطنين وانضموا إلى التجمّع. ورأى أحد الشبان أنّ التحرك سلميّ، بعيد عن السياسة، تقرر إقامته «لأنه لم يحدد يوم حداد على أرواح شهداء الجيش»، مشيراً إلى أنّ المشاركين أعلنوا تخطّي انتماءاتهم السياسية والطائفية للوقوف إلى جانب الجيش ودعمه في ظل هذه المحنة التي يمرّ بها جميع اللبنانيين.

بيان رفض استمرار الهجوم

ورفضاً لـ«استمرار تعرّض مخيّم نهر البارد لهجوم عنيف من قبل الجيش اللبناني طال المدنيين والمناضلين الذين لا علاقة لهم مطلقاً بفتح الإسلام»، وقّع عدد من المثقفين والأساتذة الجامعيين بياناً بعنوان «كرامة الوطن ليس ثمنها دم المدنيين». وجاء في البيان: «إنّ الموقِّعين أدناه يستنكرون القصف العنيف الذي يُطاول المدنيين وأحد أهم خزّانات المقاومة الفلسطينية والعنفوان اللبناني ـــ العربي. وهم، إذ يشدِّدون على كرامة الجيش اللبناني الذي لم ينجرَّ إلى مؤامرة نزع سلاح المقاومة الوطنية اللبنانية خدمةً للمخططات الأميركية ـــ الإسرائيلية، يناشدون كل القيادات السياسية والوطنية والعسكرية والأمنية فتح المجال أمام بعثات الإغاثة للوصول إلى هذا المخيم المناضل، وألا يُؤخَذَ المدنيون اللبنانيون والفلسطينيون، ولا مناضلو الفصائل الفلسطينية العريقة، بجريرة «فتح الإسلام» ولا بجريرة من يحاول أن يدقّ إسفيناً بين الجيش اللبناني والفصائل المذكورة.
وفي ختام البيان، رأى الموقعون أنّ «كرامة الوطن يجب ألا يكون ثمنَها دمُ المدنيين، ولا أكواخُ الفقراء، ولا أرواحُ المناضلين الفلسطينيين واللبنانيين. فليتوقّف القصف فوراً، وليفسح المجال أمام تسوية لبنانية مع فصائل المقاومة ومع اللجان الشعبية داخل مخيم نهر البارد. وليفسح المجال، قبل كل شيء، أمام قوافل الإغاثة والإسعاف».