strong>ما يجري انقلاب لإعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل 14 آذار 2005
رأى رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع «أن ما حصل في الأيام الأخيرة، هو محاولة جدية لقلب الأوضاع، وإعادتها الى ما كانت عليه قبل 14 آذار 2005»، راسماً السيناريو الآتي: «يبدأ «فتح الإسلام» بعمليات مخلة بالأمن كي يداهمهم الجيش في المخيمات، حيث في كل مخيم هناك مجموعة مرتبطة بالمخابرات السورية أو ما يسمّى بفصائل سوريا. وعندما يلاحقهم الجيش تبدأ جماعة سوريا بتأليب الرأي العام الفلسطيني بأن الجيش يهاجم المخيمات، وعندما تأخذ هذه الموجة مجراها يتدخل فلسطينيو سوريا مباشرة، أي القيادة العامة من الناعمة ومن قوسايا أو من حلوة، وأيضاً تنظيمات جند الشام، وعصبة الأنصار في مخيم عين الحلوة، وبالتالي لا تعود منظمة التحرير قادرة على استيعاب الوضع، لذا تضطر إلى أن تسير في الموجة نفسها ومن ثم عود على بدء».
وردّ جعجع في مؤتمر صحافي، على «بعض الأصوات التي تساهم في تشويه الصورة»، بتقديم شرحه عن «فتح الاسلام» التي «يجب أن نعرف ما هي لنعرف من سنواجه»، مشيراً الى سجن شاكر العبسي في سوريا، واستشهد بـ «حديث الخبراء عن تجنيد بعض الأفراد من خلال السجون لاستعمالهم في ما بعد بمهمات محددة»، ليتناول مرحلة انتقال العبسي من سوريا الى مخيمات فتح الانتفاضة أو القيادة العامة (في حلوة وقوسايا) «التي هي تحت سيطرة المخابرات السورية تماماً»، ثم الى مخيم نهر البارد. وقال إنه لا يتهم سوريا «لكن عند وجود مؤشرات واضحة، لا يمكن الاّ السير باتجاهها»، معتبراً أن فتح الإسلام «تديرها المخابرات السورية مباشرة، والبعض يقول إن القائد الفعلي لها هو مسؤول سوري اسمه ابو مدين». ورأى أنها لو استهدفت بدلاً من عين علق «القوات الدولية أو سفارة أجنبية، لكان يمكن القول إنها حركة أصولية».
ووضع الحكومة في العناية الفائقة، بالقول إنها «جالسة مكبلة اليدين والرجلين ومعصوبة العينين وبالكاد ترى بعين واحدة»، وأنها «تمشي على إصبع واحدة»، وانتقد تحميلها «مسؤولية وجود كل البؤر الأمنية التي ورثناها من المرحلة السابقة». وقال إنها «تعالج الإشكالات بأكثر ما باستطاعتها، والجيش يقوم بكل ما في وسعه، ونحن لا نريد شيئاً سوى أن يسكتوا وخصوصاً لما ورثناه منهم».
وتحدث عن «رصد مساعدات بالرجال والسلاح في المخيمات على الحدود مع سوريا، وتحديداً قوسايا، تنقل الى مخيم نهر البارد لتقوية «فتح الاسلام» أكثر فأكثر». ولم يستبعد «أن يكون هناك تواصل بين بعض الفرقاء والمجموعات اللبنانية مع «فتح الاسلام» كي تساعدها حين تحتاج إلى قلب الأوضاع بالاتجاه الآخر». ورأى أن الحل «يكمن في تعقب الجيش اللبناني هذه المجموعة قيادة وأفراداً حتى اعتقال آخر فرد منهم». وطلب من رئيس الحكومة والنائب سعد الحريري والمفتي محمد رشيد قباني «الصمود على مواقفهم الجريئة والواضحة، رغم ما تكلفهم». وحذّر على صعيد آخر «من تعطيل الاستحقاق الرئاسي، وهو في كل الأحوال لن يتعطل».
سئل: هل يعقل أن تتحكم الإصبع في كل شيء ليترك الجسم كله دون التعاون معه؟ فأجاب: «لذلك من المفروض أن يعود الوزراء المستقيلون، وعلى رئيس الجمهورية ألّا يبقى جامداً في مكانه مجمّداً معه كل الأمور، وعلى المجلس النيابي أن يفتح أبوابه لتسيير عمل الحكومة (...) لا يجوز الإبقاء على تطويق هذه الإصبع بل من المفروض مساعدته لنرى كيفية مداواته لتقوم به هذه الدولة».
سئل: تحدثت عن تعطيل انتخاب الرئاسة، والبعض يأخذ عليكم قيامكم بهذا العمل عام 1988، وتمنعونه عن غيركم الآن؟ فأجاب: «الانتخابات آنذاك كانت تجري في ظل احتلال (...) والظرف الحالي مختلف تماماً، وأن تجري المقاطعة لأسباب وطنية كبيرة كاحتلال الجيش الأميركي للبنان –لا سمح الله ـــ أمر مفهوم، لكن أن تتم لعدم توافر الحظوظ لبعض المرشحين، فأمر لا يأخذ بالاعتبار الواقع اللبناني، ويخلق سابقة». وأعلن تأييده لدخول الجيش الى مخيم نهر البارد، و«لأي تدبير تتخذه قيادة الجيش وتراه مناسباً لإنهاء الظاهرة المجرمة». وقال «كل شيء وارد»، متوقعاً إكمال القوى الأمنية لمهماتها «خلال أيام عديدة»، مشيراً الى ضوء أخضر من الحكومة وغطاء عربي ودولي «وأصبحت الأمور عملانية فقط لا غير». وأبدى الاستعداد لمؤازرة الجيش، قائلاً: «أي شيء يطلبه منا، من واجبنا جميعاً القيام به، لكن فقط عندما يطلب منا ذلك، ولا أحد يحق له أخذ أي مبادرة على الإطلاق». وذكر أن التخوف من عمليات انتحارية في الجنوب «ما زال موجوداً للأسف».
(الأخبار)