strong>اتفاق سرّي أميركي ـ سعودي لدعم الحركات السنّية المتشدّدة في المنطقة
كشف الصحافي الأميركي سيمور هيرش، في مقابلة أجراها مع محطّة «سي.إن.إن» أمس، أنّ الأحداث العنيفة التي تحصل في لبنان حالياً «ناتجة عن تصدّي الحكومة اللبنانية لحركة إسلامية سنّية مسلّحة كانت قد دعمتها في السابق». وأوضح أنّ حكومة الرئيس فؤاد السنيورة «تلقّت دعماً من المملكة العربية السعودية لتمويل هذه الحركة ومدّها بالأسلحة، بغية خلق قوّة سنّية في مقابل القوّة الشيعية المتمثّلة في حزب الله، وذلك في حال حصول تصادم ما في لبنان». وأشار الى أن ذلك «يأتي حسب الاتفاق السرّي الذي تمّ بين نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ونائب مستشار الأمن القومي إليوت أبرامز مع الأمير بندر بن سلطان مستشار الأمن القومي السعودي، والذي يقضي بخلق ثقلٍ سنّي في المنطقة عبر دعم المملكة العربية السعودية، سرّاً، مجموعات سنّية جهادية متطرّفة ـــــ لا سيّما في لبنان ـــــ وذلك لموازاة وجود حزب الله كقوّة مسلّحة في المنطقة».
وشبّه هيرش الوضع «بعد انقلاب فتح الإسلام على الحكومة اللبنانية»، بـ«السيناريو الذي جرى أواخر الثمانينيات عندما استخدمت الولايات المتحدة السعودية لدعم أسامة بن لادن للقضاء على الروس في أفغانستان، ومن ثم انقلب بن لادن على الولايات المتحدة. الأمر نفسه يحصل اليوم مع المجموعة المتطرّفة التي تشتبك مع السلطة اللبنانية وكأننا لم نتعلّم الدرس بعد».
وعن توجيه الحكومة اللبنانية أصابع الاتهام الى سوريا لكون «فتح الاسلام» منشقّة عن حركة «فتح الانتفاضة» الموالية لسوريا، ولكون الطريق الوحيد لتهريب الأسلحة وإمداد تلك المجموعة بها هو عبر الحدود السورية، قال هيرش إنّ «هذه المعادلة غير منطقية على الإطلاق، إذ ما مصلحة سوريا المقرّبة من حزب الله، والتي تتهمها الولايات المتحدة الأميركية كل يوم بدعمها ومساندتها لهذا الحزب، بأن تدعم مجموعات سلفية؟». وأضاف: «ما دخلت فيه الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية سرّاً هو جزءٌ من مخطط أوسع يقضي بمواجهة الانتشار الشيعي في المنطقة». ويفيد هيرش أنّ «بعض المسؤولين اللبنانيين اعترفوا بتساهلهم مع المجموعات الاسلامية الجهادية المتطرّفة بهدف تأمين حمايتهم من حزب الله».
وعن مصلحة الولايات المتحدة في دعم تلك المجموعات المتطرّفة؟ أجاب هيرش أنّ «حزب الله» يشكّل «ذعراً لواشنطن وللبيت الأبيض بشكل خاص، لأنهم يعتقدون بكلّ بساطة أنّ (الأمين العام للحزب السيد) حسن نصر الله ينوي شنّ حرب على أميركا. لذلك تبذل أميركا ما في وسعها لمنع حزب الله من لعب أي دور فاعل في حكومة لبنان. ومن هنا جاء الدعم الأميركي المطلق لحكومة السنيورة على رغم معرفة الولايات المتحدة بضعفها تجاه التحالف القائم بين حزب الله والجنرال (ميشال) عون».
وختم هيرش بالتأكيد أن الولايات المتحدة «دخلت في مشروع دعم السنّة أينما وُجدوا وبمختلف الطرق، حتى بزرع الفتنة الطائفية، لمحاربة الشيعة أينما وُجدوا في إيران أو لبنان».
(الأخبار)