مرّ اليوم الخامس على أحداث الشمال، والأوضاع الإنسانية لـ«النازحين» الفلسطينيين لا تزال تتفاعل مع استمرار عمليات النزوح. وفي هذه الأثناء تنكب المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية والمحلية على تقديم المساعدات لتخفيف وطأة معاناة «التهجير الثاني» للاجئين.فقد دعت اليونيسيف ومؤسسة التعاون الدولية أمس، المؤسسات الأهلية الفلسطينية واللبنانية والأجنبية، إلى لقاء تنسيقي في فندق الكومودور في الحمرا، بحضور وكالة غوث اللاجئين والهلال الأحمر الفلسطيني، لبحث الأوضاع الإنسانية في مخيمات الشمال وبخاصة أوضاع سكان مخيم نهر البارد، سواء منهم من لا يزالون في المخيم أو الذين هُجّروا منه. وقد جرى البحث في خطط أربع تتعلق بالأوضاع المستجدة في الشمال، هي: سكان النهر البارد الذين ما زالوا بداخله، المهجرون، إعادة الإعمار والخطط الاستباقية لتطور الأمور. فتعهدت الأونروا واليونيسيف بتأمين مياه الشفة عبر معدات التكرير التي تملكها في الشمال. وتعهدت الأونروا وحدها باستئجار ثلاث مدارس في طرابلس لمتابعة الطلاب لدراستهم. وفي محاولة لتخفيف الضغط عن البداوي، نُقلت إلى الاجتماع وعود من بلدية طرابلس بتجهيز معرض رشيد كرامي الدولي لاستقبال اللاجئين الذين وعد تيار «المستقبل» بتقديم وجبات طعام لهم. وبنتيجة الاجتماع، تقرّر إنشاء عدد من اللجان للعمل مع المهجرين وأهالي مخيمي البداوي والبارد، وهي: لجنة تخطيط، لجنة إحصاء، لجنة صحة، لجنة تعليم، لجنة متابعة إنسانية ولجنة مناصرة وتضامن.
الصليب الأحمر اللبناني بدوره، أعلن يوم أمس أن متطوعي مراكز الشباب لديه قاموا بتوزيع 20 طناً من المواد الغذائية. وفي السياق، عُقد اجتماع في مركز الأونروا في مخيم البداوي بين مسؤولين من الصليب الأحمر اللبناني والأونروا ومنسقي الإغاثة في المخيم، استعرضوا خلالها الحاجات الضرورية للنازحين وكيفية مواكبتهم وتنسيق الأعمال لتوفير المستلزمات الضرورية من مواد غذائية وفرش وأغطية وأدوية وغيرها من الحاجيات.
أما الهيئة العليا للإغاثة فقد باشرت تقديم الإعانات والمساعدات للنازحين الفلسطينيين من مخيم نهر البارد، وأرسلت المساعدات الى لجنة مشكلة من بلدية طرابلس والصليب الأحمر لتوزيعها على النازحين. كما تلقى نازحو مخيم البداوي يوم أمس حمولة أكثر من خمس شاحنات محملة بالمساعدات المتنوعة مقدمة من «تيار المستقبل»، وتسلّمتها منظمة الأونروا من مسؤول التيار في البداوي.
من جهة أخرى، عقدت حركة حماس مؤتمراً صحافياً شرح فيه منسق حملة الإغاثة الكبرى الشيخ أبو بكر الصديق، التقديمات الاجتماعية التي قدمتها الحركة الى المنكوبين في مخيم البداوي وخارجه. وقد ناشد الصديق المؤسسات الإنسانية الدولية والمحلية وفي مقدّمها الأونروا للتدخل والقيام بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني في مخيمات الشمال تجنباً لحدوث كارثة إنسانية. حملة الإغاثة الكبرى أوردت في بيان مفصل المساعدات التي قامت بتوزيعها والتي تضمنت آلاف طرود المواد الغذائية والأغطية المتنوعة والفرش وملابس الأطفال والخبز وأدوية الأمراض المزمنة والخفيفة وغيرها...
الى ذلك، عقدت «حملة مساعدات نهر البارد» اجتماعاً يوم أمس أعلنت فيه نيتها تقديم مساعدات طبية وغذائية ومواد تنظيفية ومستلزمات منزلية. كما أوضح المجتمعون أنهم بصدد تفعيل الضغط على الحكومة لوقف فوري لإطلاق النار، ودعوتها لتحمل مسؤولياتها من ناحية إغاثة المنكوبين.
في سياق متصل، ناشدت «المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان ـــ حقوق»، بشكل عاجل أمس، «المعنيين أن هناك بين المدنيين والفلسطينيين في مخيم نهر البارد عدداً من العائلات المصنفة في الفئة الثالثة من اللاجئين الفلسطينيين فاقدي الأوراق الثبوتية الذين يخشون الخروج من المخيم خوفاً من أن توقفهم حواجز الجيش المنتشرة على كل الطرقات المؤدية من المخيم وإليه حتى لا يكونوا أمام خيارين، إما البقاء والتعرض لنيران المعارك الجارية وإما الخروج والتعرض للاعتقال».