نهر البارد - نادر فوز
«تهمتك... تهمتك أنك عميل إسرائيلي»، حار العنصر الأمني بثياب مدنية في اختيار تهمة لائقة وحجة كافية للاعتداء على الزميل المصوّر في جريدة «الأخبار» وائل اللادقي، الذي كان في مهمة عمل عند مدخل مخيّم نهر البارد، فسحبه إلى خارج الآلية العسكرية وانهال عليه بالضرب. لم تكتف العناصر الأمنية بهذا الفعل، فاندفع أحد الضباط إلى المزيد من التهديدات والعبارات النابية ومنها «لا تتكلم، أنا لن أصغي إليك، فيّي دَعوسَك ومش فارقة معي». وليس الزميل اللادقي الوحيد الذي اعتقل، بل اعتقل أيضاً الزملاء رمزي حيدر (AFP) وعلي ترحيني (تلفزيون العالم) وأسعد أحمد (جريدة البلد) الذي اعتدى عليه أيضاً عنصران بحجة «ضرب الضابط».
وفي تفاصيل الحادث، عند الساعة الثانية عشرة و15 دقيقة من ظهر أمس، أصدر عناصر أمنيون منتشرين بالقرب من مدخل مخيّم نهر البارد، أمراً بابتعاد المصوّرين عن خط وجودهم وعدم تصويب عدساتهم إلى العناصر، استجاب الزملاء لهذا الطلب إلا أنّ عدداً من المدنيين (تردد لاحقاً أنهم تابعون لتيار سياسي) الموجودين أيضاً عند مدخل مخيّم «البارد» عاقوا عمل المصوّرين مُصدرين الأوامر نفسها. توجه اللادقي نحو العناصر الأمنية طالباً التحدث إلى الضابط المسؤول، فحضر الأخير وطلب من عناصره اعتقال اللادقي الذي اقتيد إلى إحدى الآليات العسكرية وصودرت آلة تصويره. بعد نحو دقيقتين، واحتجاجاً على الأمر، اقترب الزميل أسعد الأحمد من العناصر مستفهماً عن الموضوع، فاعتقل بدوره وضُرب بوحشية أمام جميع الزملاء في طريقه إلى الآلية العسكرية نفسها حيث زميله الموقوف، وذلك بحجة «اعتدائه على الضابط».
ولدى محاولة اقتراب الزميل رمزي حيدر للغاية نفسها، اعتقل بدوره لكن دون أية ذريعة، ووضع في المكان نفسه، ولحق به الزميل علي ترحيني الذي وضع خارج الآلية العسكرية. وتمت مصادرة آلات تصويرهم ووضعت في عهدة أحد العناصر.
اللافت كان تعرّض اللادقي إلى الضرب خارج المركبة العسكرية عند وصول أحمد، فأخرجه العنصر الأمني وانهال عليه بالضرب مطلقاً الشتائم والسباب في حقّه ومردداً «يهودي، عميل إسرائيلي».
اشتدّ الاعتداء على اللادقي، حتى أنّ العنصر سحب رشاشه ليكمل «مسلسله البطولي»، إلا أنّ أحد العناصر اقترب وأبعد المعتدي وأعاد الزميل إلى الملّالة.
فُصل ثلاثة عناصر، كان ينبغي لهم مراقبة الطريق المؤدية إلى المخيّم، لمراقبة الزملاء داخل الآلية العسكرية، فطلبوا بطاقات تعريف المعتقَلين. مكث المعتقلون نحو أربعين دقيقة، تحوّلوا فيها إلى «فشّة خلق»: ممنوع الحديث، امكث مكانك، إخرس وغيرها من الأوامر التي أشعرت الزملاء بالإهانة.
بعدها حضر الضابط الذي أطلق بدوره عبارات بذيئة في حق الزملاء والصحافيين عموماً، مشيراً إلى إمكان تصرّفه مثلما يحلو له دون وجود أي عائق يذكر. بعــــــــد هــــــذه الحادثـة، وصل ضابط أعلى رتبة، فأطلق المعتقلين وأعيدت إليهم كاميراتهم.