شُيّع بعد صلاة ظهر أمس جثمان بلال المحمود الملقب بـ«أبي جندل»، بعدما أمّ المصلين على جثمانه الشيخ مازن المحمد، في جامع حربا بمنطقة التبانة في طرابلس، وهو المسجد الذي قتل المحمود بالقرب منه أول من أمس، أثناء ملاحقة القوى الأمنية له.ونقل جثمان المحمود بعد ذلك إلى مقبرة التبانة، حيث ووري في الثرى، في حضور حشد كبير من المواطنين، تقدّمهم رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي، والشيخ داعي الإسلام الشهال، أحد أبرز الوجوه الدينية السلفية في طرابلس، في ظلّ غياب أي مواكبة أمنية، أو وجود أي عناصر تابعين لأي جهاز أمني.
وفي حديث مع «الأخبار»، ذكر أحد رموز التيار الاسلامي السلفي في الشمال أن أبو جندل كان من بين موقوفي الضنية، وأنه أمضى في السجون اللبنانية مدة خمسة أعوام وسبعة أشهر، قبل خروجه من السجن بموجب قانون العفو الصادر عن مجلس النواب عام 2005. وأضاف أن المحمود هو المعيل الوحيد لأسرته لأن والده كبير في السن. وهو معروف بأخلاقياته، وكل أهالي منطقة التبانة يعرفون أنه شاب خجول. وأضاف أن توقيفه في قضية الضنية عام 1999 كان لأنه، وبحكم عمله السابق ميكانيكياً، أصلح إحدى السيارات التي تمت مصادرتها مع الموقوفين. وذكر أنه خلال اشتباكات الأيام السابقة في الشمال، لم يختف المحمود عن الأنظار إطلاقاً، بل بقي في منطقة التبانة طوال الوقت. ويؤكّد المصدر «أن عشرات الأهالي شاهدوا الطريقة التي قتل فيها أبو جندل، حيث تعرّض لإطلاق نار من العناصر الأمنية لمجرد رؤيته يحمل بيده زجاجة عصير قرب المسجد. وبعد سقوطه أرضاً، اقترب أحد العناصر منه وأطلق النار مجدداً، فاخترقت إحدى الرصاصات رقبته وخرجت من مؤخرة رأسه، وهو ما يشير إلى أنه قتل بدم بارد. وبعد وفاته، غادروا بطريقة متوترة. وعندما نقل عدد من أبناء المنطقة الجثمان إلى المستشفى الاسلامي، اعتقلتهم القوى الأمنية». وأثناء التشييع، ساد توتر وغضب بين المشاركين الذين طالب أكثرهم بالاقتصاص من القتلة.
وفي السياق ذاته، صدر بيان باسم «لجنة أهالي موقوفي الضنية»، أعلنت فيه أن «بلال المحمود الذي قتل ليل الاربعاء ــــــ الخميس لم يكن عنصراً في ما يسمى «فتح الاسلام»، وهو وإن كان من سكان طرابلس، يعمل ستة أيام في الاسبوع في بيروت ولا يتعاطى أي شأن عام».
وأكدت اللجنة «أن الشبان الذين قتلوا في أحداث الضنية فضلوا أن يموتوا على إحداث فتنة في لبنان كالتي تحدث هذه الأيام، ولم يفعلوا سوى الدفاع عن أنفسهم». وأشارت اللجنة إلى «أن معظم موقوفي الضنية قد تركوا لبنان وهاجروا»، مطالبة بـ«إقفال الملف نهائياً». وكانت قوى الأمن الداخلي قد أعلنت في بيان صادر عنها، أن إحدى دورياتها كانت تلاحق المحمود في منطقة باب التبانة، في إطار «متابعة التحقيقات بحادثة السطو التي استهدفت بنك البحر المتوسط في أميون».
وذكر البيان أنه خلال الملاحقة، «حصل إطلاق نار في المحلة نتج منه إصابة المحمود بجروح مختلفة، نقل على أثرها إلى المستشفى للمعالجة لكنه ما لبث أن فارق الحياة». وطلب رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أمس من المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، بعد الانتهاء من التوقيع على الاتفاقية مع الاتحاد الاوروبي بخصوص تطوير اعمال قوى الامن الداخلي في السرايا الكبيرة، بعد ظهر اليوم، إطلاعه على ملابسات مقتل «أبو جندل»، وشرح ريفي للسنيورة المعلومات المتوافرة وأبلغه أن قوى الامن تجري تحقيقاً في الموضوع بإشراف لجنة من أهالي باب التبانة.
(الأخبار)