مخيم نهر البارد ـ نزيه الصديق
على الرغم من أن مخيم نهر البارد قد تميّز بهدوء لافت، والتزام شبه تام بالهدنة بين الجيش اللبناني ومسلحي حركة فتح الإسلام، ولم يعكره سوى مناوشات واشتباكات خفيفة أبرزها عند الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس عندما تجدّدت الاشتباكات بين الجيش اللبناني الذي يطوّق بإحكام مخيم نهر البارد ومقاتلي فتح ــــ الإسلام لمدة 15 دقيقة. وأوضح مصدر عسكري «أن مواقع الجيش تعرضت لإطلاق نيران من داخل المخيم فردت على مصادرها». وأطلق الجيش اللبناني عدداً من القنابل المضيئة فوق المخيم بعدما توقّف القصف الذي استمر نحو ربع ساعة وتمحور حول مدخلي المخيم الشمالي والجنوبي.
من جهتها، قالت مجموعة فتح ــــ الإسلام عبر المسؤول الإعلامي أبو سليم طه في حديث خاص بـ«الأخبار» «ما زلنا ملتزمين الهدنة. لن نسلّم أنفسنا نحن أعددنا أنفسنا للقتال لآخر لحظة». وأكد أبو سليم مقتل 25 عنصراً من الحركة (10 في البارد و15 في طرابلس) من بينهم أبو يزن وأبو مدين الرجل الثاني في الحركة. كما نفى أن تكون للحركة أي صلة بالتفجيرات المتنقلة بين المناطق اللبنانية. وأضاف «ليس لحركة فتح ــــ الإسلام أي زوارق ولا صحة للمعلومات عن محاولة هروب مقاتلين عن طريق البحر.
وعلى صعيد المفاوضات، فلقد نشطت المساعي التي جرت من أجل إيجاد حل للأزمة، مع دخول علماء ومشايخ المخيم، وجبهة العمل الإسلامي وأطراف آخرين على الخط.
غير أن نقاط عدة كانت لا تزال عالقة حتى مساء أمس، وأهمها عمّن سيتولى مسؤولية الأمن في المخيم بعد عودة عناصر الحركة الى قواعدهم، ومصير المقاتلين العرب في صفوفها، الذين قيل إن عددهم يبلغ نحو 35 مقاتلاًَ، وكذلك الحال بالنسبة إلى المطلوبين اللبنانيين والعرب الى السلطات اللبنانية، فضلاً عن اقتراحات أخرى عن وجود قوة فلسطينية لحفظ الأمن في محيط المخيم.
وكانت حركة فتح ــــ الاسلام قد عرضت على المفاوضين، حسب معلومات أوضحتها مصادر مطلعة لـ«الأخبار»، أن تتولى قوة أمنية من حركات حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ــــ القيادة العامة مسؤولية الامن في المخيم ومحيطه، غير أن السلطات اللبنانية رفضت هذا الاقتراح، وأصرت على أن تتولّى حركة فتح وحدها مســـؤولية ذلك.
كما عرضت الحركة أيضاً إخلاء مواقعها في المخيم، شرط عدم التعرض لعناصرها وملاحقتهم من السلطات اللبنانية، وتأمين ممر آمن لمقاتليها الى خارج لبنان، وهو طلب جوبه أيضاً بالرفض، وذلك في ظل معلومات نفتها حركة فتح عن أن مقاتلين لها قد قدموا من مخيمات فلسطينية اخرى، وتمركزوا في تلة المحمرة وموقع بحنين، تمهيداً لاقتحام المخيم والسيطرة عليه، وإنهاء حالة فتح ــــ الإسلام فيه.
وحتى ساعات متأخرة من ليل أمس كانت تُسمع أصوات طلقات نارية ودوي انفجارات تشتد من حين لآخر ثم تعود لتنحسر لفترة تتخللها رشقات متقطعة. وكان الجيش قد استقدم تعزيزات من لواء المغاوير إلى أطراف المخيم.