إبراهيم عوض
نفى الأمين العام للجبهة الشعبية ــــــ القيادة العامة أحمد جبريل أي علاقة بين الجبهة وجماعة «فتح الإسلام» وقال لـ«الأخبار» إنه يتحدّى الرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط أن يُظهرا موقوفاً واحداً من «فتح الإسلام» يتحدث عن معرفته بالجبهة الشعبية ــــــ القيادة العامة».
واتهم جبريل «فريقاً سياسياً ومسؤولاً غير مدني» برعاية «فتح الإسلام» بعدما جاءا بعدد من أفرادها قبل أشهر وأدخلاهم الى مخيم صبرا وشاتيلا تحت غطاء انتمائهم الى «فتح الانتفاضة» لكنهم ما لبثوا أن انقلبوا عليها ودارت معارك بين الفريقين. وذكر أن «عدد أفراد المجموعة الذي بدأ بثلاثين تجاوز المئتين لقوا عناية خاصة، وجرى تمركزهم في أرض جلول على مقربة من الشياح وحارة حريك، وما يعني ذلك من رسالة واضحة موجهة الى «حزب الله».
وتحدّث جبريل عن «ضلوع عناصر من «فتح الإسلام» في الحوادث التي جرت في محيط جامعة بيروت العربية «بتوجيه من رعاتهم الذين أتوا بهم كما تبيّن لإزكاء نار الفتنة بين أبناء الطائفتين السنية والشيعية، لكنهم سرعان ما انكشفوا فتبدّلت الخطة ونقلوا على عجل الى منطقة الحرش ومنها الى طرابلس والشمال، وأمضى بعضهم ليلته في أحد فنادق بيروت قبل التوجه شمالاً، حيث وزع قسم منهم على عدد من الشقق داخل طرابلس، فيما أُدخل شاكر العبسي ومجموعة من أنصاره الى مخيم نهر البارد الأمر الذي أدى الى مواجهات بينهم وبين عناصر من «فتح الانتفاضة» انتهت الى تمدّد «فتح الإسلام» داخل المخيم».
وأكّد جبريل أن كل ما أشار اليه «موثّق في بيانات وتقارير نتيجة مراقبتنا الأمنية لهم ونجاحنا في اختراقهم أحياناً داخل المخيمات». وكشف أن الجبهة «أطلعت الرئيس نبيه بري والاخوة في حزب الله وقادة في المعارضة على بعض هذه التقارير». كما أكد أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان ومدير المخابرات العميد جورج خوري على علم بهذا الموضوع. ولفت الى أنه «جرى التنبيه في هذه التقارير من الحالة المخيفة التي يشهدها «البارد» وطرابلس، ومن خطورة ما يُبيّت للبنان على يد من رفعوا شعار «حماية أهل السنة» على طريقة الأُنموذج العراقي».
وفيما رأى أن ما يجري في نهر البارد «مؤامرة على الجيش لإقحامه في حرب مخيمات»، مؤكداً «الحرص على كرامة المؤسسة العسكرية لأنها جزء من كرامتنا»، طرح عدة تساؤلات منها: «أين أصبحت التحقيقات في حادث السطو على بنك البحر المتوسط في أميون وما صحة المعلومات التي تحدثت عن استدراج مجموعة من حركة «فتح الإسلام» الى سرقة هذا المصرف بالذات تمهيداً للتخلص من الحركة كلها».؟. وما هي الأسباب التي حدت بأفراد من هذه الحركة الى استهداف العسكريين في الجيش دون غيرهم من القوى الأمنية قبل مساندة الجيش لقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات في عملية مطاردة «العصابة» التي سطت على المصرف؟. وكيف تمكّنت هذه القوى الأمنية بسرعة من معرفة الأماكن التي تقيم فيها المجموعات المطاردة وخصوصاً في منطقتي المئتين والزاهرية في طرابلس؟».
ورأى أن «من تحرش بوكر «فتح الإسلام» إنما أراد أن يصيب أكثر من عصفور بحجر واحد. فهو كشف عن مؤامرة تحاك ضد الجيش لإبعاده عن خطه الوطني وحمايته للسلم الأهلي واحتضانه للمقاومة وجره الى صدام مع الفلسطينيين، وبالتالي ضرب هذه المؤسسة التي أجمع الكل على حياديتها ومناقبيتها. كما أظهر أن الحركة الأميركية لفرض تسوية على حساب الشعب الفلسطيني ناشطة في المنطقة وبدعم من جهات عربية لا تمانع في محو عبارة حق العودة من القاموس العربي»، لافتاً الى «أن الأحداث التي اندلعت في نهر البارد تزامنت مع إقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع وما يتطلّب ذلك من محاولات لإظهار لبنان على أنه دولة على مشارف الانهيار ».
واستغرب جبريل تلميح الرئيس فؤاد السنيورة الى وجود علاقة بين «فتح الإسلام» و«القيادة العامة» وربطه الاستنتاج الذي تحدث عن علاقة الحركة بالمخابرات السورية بالحاجة الى مزيد من المعلومات، متسائلاً «كيف يمكن رئيس حكومة يمثل دولة هزمت إسرائيل أن يبني مواقفه على استنتاجات واجتهادات ومعلومات منقوصة؟!».
كما رد على ما أورده جنبلاط في مؤتمره الصحافي أمس من «أن «فتح الإسلام» عصابة سورية تنسق في مخيم نهر البارد مع أحمد جبريل» معتبراً أن «ما طلع به جنبلاط ليس أكثر من تحليل مستند إلى الحقد والكراهية» مذكراً أنه سبق لرئيس لجنة التحقيق الدولية السابق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس أن اتهمه بالمشاركة في جريمة الاغتيال ثم ما لبث أن أعتذر منه بعدما تبيّن له خطؤه»، لافتاً الى أن «ما جرى مع ميليس يتكرر على ما يبدو مع أطراف آخرين على الساحة اللبنانية».
وعن توقعاته لمجريات الأمور في مخيم نهر البارد قال «إن المسألة تحتاج الى هدوء ورويّة على أن يتوقف القتال أولاً ويجري الاهتمام بالجانب الإنساني ثم تطويق هذه الظاهرة الغريبة وإنهاء المشكلة، ربما بإقدام من جاء بـ« فتح الإسلام» إلى «البارد» على ترحيل أفرادها خارجه».