البدّاوي ـ الأخبار
«نريد العودة إلى منازلنا، لا نريد مساعدات»... «قولوا لها نريد حليباً لأطفالنا وفرشاً لننام عليها»... «بدل أن تصوّروا هنا، اذهبوا إلى مخيم نهر البارد وصوّروا الدّمار الحاصل فيه»... على وقع هذه الهتافات، ارتفعت الأصوات في وجه المفوّض العام للأونروا في الشرق الأوسط كارين أبي زيد، التي زارت مخيم البدّاوي متفقدةً أحوال النازحين إليه من مخيم نهر البارد.
أبو زيد التي زارت لاحقاً محافظ الشمال ناصيف قالوش، ورئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي، ثم عقدت مؤتمراً صحافياً في فندق «كواليتي ـــــ إن»، في حضور المدير العام للأونروا في لبنان ريتشارد كوك، عرضت «للوضع السيّئ والحرج الناتج من الاشتباكات الدائرة في مخيم نهر البارد، والنزوح الناشئ عنه نحو مخيم البدّاوي ومناطق أخرى، والمسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتق الأونروا وسائر المنظمات الإنسانية المشاركة في عملية الإيواء وتقديم المساعدات». ونقلت أبو زيد مشاهداتها عن «سوء أوضاع النازحين المتكدّسين في أماكن ضيقة، الذين برغم ما يُقدّم إليهم، فإنّهم يحتاجون إلى المزيد، وخصوصاً إلى أمكنة تؤويهم وتخفّف الضغط عن مخيم البدّاوي»، مشيرةً إلى أنّ اتصالاتها بالمسؤولين اللبنانيين في بيروت وطرابلس ومخيم البدّاوي «تركزت كلها على تأمين أفضل خدمات ومساعدات للنازحين».
من جهته، لفت كوك إلى المهمات التي قامت بها الأونروا حتى الآن، ووصف حالة النازحين بأنّها «صعبة وتتطلّب كل شيء، ابتداءً بالفراش، وانتهاءً بالعناية الطبية». وأشار إلى أنّ نحو «24 ألف نازح، حتى مساء أمس، تركوا مخيم نهر البارد».
وعمّا إذا كانت الأونروا تقدّم مساعدات إلى المدنيين الباقين في مخيم نهر البارد، أوضح كوك أنّه «من خلال التعاون مع الصليب الأحمر اللبناني والدولي والهلال الأحمر الفلسطيني، نرسل المساعدات يومياً إلى هذا المخيم، ولدينا قافلة تنتظر الوقت المناسب للدخول إليه، وهي محمّلة بالمواد الغذائية».
وأكد كوك أنّه طلب من محافظ الشمال ومن بلدية طرابلس «تأمين أمكنة لاستقبال المزيد من النازحين الذين يتزايدون يومياً، ولتخفيف العبء عن مخيم البدّاوي، وأنّ المحافظ ورئيس البلدية تجاوبا ووعدا تقديم مدارس رسمية، وإذا احتاج الأمر فإنه سيتم نصب خيم في باحة وحدائق معرض رشيد كرامي الدولي».
وإذا كانت قوافل المساعدات قد استمرت بالتدفق إلى مخيم البدّاوي، حيث كانت أبرزها القوافل المقدمة من «حزب الله» وجبهة العمل الإسلامي ودولة الإمارات والصليب الأحمر، فإن التضارب في الأرقام الحقيقية للنازحين من مخيم نهر البارد أثار الكثير من الارتباك. وطُرحت أسئلة عن مدى الجدّية في تعاطي المنظمة الدولية مع موضوع النازحين.
فالمصادر المعنيّة في الأونروا أفادت قبل ذلك أنّ النازحين إلى مخيم البدّاوي حتى مساء يوم الجمعة الماضي بلغ عددهم 4422 عائلة، فيما أشار بيان للمنظمة الدولية يوم أول من أمس السبت إلى أنّ عدد النازحين من مخيم نهر البارد قد بلغ 2353 عائلة، قبل أن يوضح بيان وُزّع على الصحافيين أثناء المؤتمر الصحافي لأبي زيد وكوك، أنّ الأونروا أحصت نزوح 5122 عائلة من مخيم نهر البارد، وأن 574 عائلة نزلت في مدارس الأونروا في مخيم البدّاوي!
واستغربت مصادر فلسطينية «أسباب عدم قبول الأونروا التعاطي مع مؤسسات المجتمع المدني، الفلسطيني واللبناني على السواء، وإعطائها أرقاماً دقيقة عن النازحين والمساعدات».