طرابلس ـ فريد بو فرنسيس
قرّر مديرو كليات الجامعة اللبنانية ـــــ في الشمال، استئناف الدراسة في الكليات والمعاهد عامة، ابتداءً من صباح السبت الماضي. وتأتي الخطوة بعد اجتماع ناقش خلاله المديرون الأوضاع العامة في الشمال، وخصوصاً في طرابلس والانعكاسات السلبية التي ستطرأ على العام الدراسي، إذا لم يكمل الطلاب منهجهم الدراسي لهذا العام. وأوضح مدير كلية العلوم ـــــ الفرع الثالث الدكتور أحمد الطيب الرافعي لـ«الأخبار» «أنّه كان من المفترض أن تنتهي الدروس في معظم كليات الشمال في 20 حزيران، لكنّ الأحداث الأليمة أجبرتنا على توقيف المحاضرات»، مشيراً إلى أنّ التأخير طاول حتى الآن خمسة أيام، وقد نضطر، في حال تطوُّر الاشتباكات، إلى مزيد من التعطيل، ما يهدد العام الدراسي بالكامل».
ولفت الرافعي إلى أنّ هناك تنسيقاً كاملاً بين المديرين، وتقرر مبدئياً عودة الدراسة إلى الكليات، «إلاّ إذا طرأ ما يدفعنا إلى اتخاذ قرار بتأجيل الدروس مجدداً، وهذا ما لا نتمناه، من أجل إنجاز العام الدراسي الحالي بلا أية مشاكل، وحرصاً على مصلحة الطلاب الذين سيتضررون ويعرّضهم الأمر للإرباك قبل أيام من انتهاء العام الدراسي وإجراء الامتحانات النهائية».
من جهته، لفت مدير كلية الهندسة الفرع الأول في الشمال الدكتور كلوفيس فرنسيس إلى أنّ معظم الطلاب غابوا في اليوم الدراسي الأول، السبت الماضي، وهذا أمر طبيعي في هذه الظروف، وخصوصاً أنّ هناك طلاباً في الكليات من كل الأقضية الشمالية. وأمل فرنسيس في أن يحضر الجميع ابتداءً من اليوم الاثنين، لافتاً إلى أن التأخير في استكمال البرنامج لهذا العام لن يكون في مصلحة الطلاب.
أما الطلاب فيغيبون عن مقاعدهم الدراسية، التي أبعدتهم عنها قسراً الأحداث التي تشهدها عاصمة الشمال، وهم يلازمون منازلهم، بانتظار تبلور الأمور وانجلاء المواقف.
من جهة ثانية، تشاور مديرو الجامعات الخاصة في الكورة في ما بينهم، وقرروا عدم متابعة الدروس حتى تنجلي الأوضاع. وأشار مدير العلاقات العامة في جامعة سيدة اللويزة إدغار مرعب، في هذا الإطار، إلى أنّ بعض المعاهد قررت أن تتابع الدروس الأسبوع الماضي، لكنّها اصطدمت بعدم حضور أي من الطلاب.
وكانت الأحداث الأخيرة قد عكست حالة من القلق والترقب في الأوساط التربوية، ولا سيما لدى الأهالي والطلاب. وتسود حالة من الإرباك لدى الإدارات التي لا تستطيع إجبار الأهالي على إرسال أولادهم إلى المدارس في ظل التدابير الأمنية المشددة في شوارع مدينة طرابلس. وعلى الرغم من أنّ المدارس والجامعات قد فتحت أبوابها، إلاّ أنّه لم تُسجَّل أية عودة للطلاب إلى صفوف الدراسة، ويقول رئيس المنطقة التربوية في الشمال حسام الدين شحادة «إنّ القرار متروك للأهالي، فرغم أنّ المدارس لم تقفل أبوابها، إلاّ أنّ الطلاب لم يحضروا إلى صفوفهم كالعادة، باستثناء الهيئات الإدارية والتعليمية التي كانت تحضر كل صباح».
ومساء أمس عقد مديرو معظم مدارس الشمال اجتماعاً في مبنى الكلية الإسلامية في طرابلس، وقرروا خلاله افتتاح المدارس بشكل عادي، ابتداءً من اليوم الإثنين.