فضّل الشيخ محمّد الحاج عضو وفد «رابطة علماء فلسطين»، التي بدأت يوم أول من أمس الأحد وساطة مع تنظيم «فتح الإسلام»، التكتّم عمّا نجم عن اللقاء الذي عقد بين وفد الرابطة الذي ضمّ ثلاثة مشايخ، وكان برئاسة الشيخ داود مصطفى، مع قائد التنظيم شاكر العبسي داخل مخيم نهر البارد.وشدّد الحاج في تصريح لـ«الأخبار» على أنّه «لا نزال في بداية الطريق، لكنّنا مصرّون على الاستمرار وعلى العمل بأسرع ما يمكن»، لافتاً إلى أنّه «يتمّ التركيز حالياً على تثبيت وقف إطلاق النار كي نستطيع الاستمرار في مسعانا، لأنّنا تعرضنا داخل المخيم لإطلاق رصاص لم نعرف مصدره، إضافة إلى مطالبتنا بإدخال المؤن والمساعدات إلى مخيم نهر البارد».
وإذ رفض الحاج تحديد مهلة زمنية لعمل الوفد، موضحاً أنّ «القضية معقدة ولها أبعاد كثيرة ومتشعبة، ولا يمكن أن تحلّ المشكلة بعدّة لقاءات»، فإنّه أشار إلى أنّ «السقف عال جدّاً عند الطرفين (الجيش اللبناني و«فتح الإسلام») ونسعى لإيجاد نقاط للحلحة».
وأوضح الحاج أنّ الوساطة بدأت بعد أن نالت «موافقة كلّ الأطراف اللبنانية والفلسطينية و«فتح الإسلام». مؤكداّ أنّ «كلّ الأطراف وصلت إلى اقتناع بأنّ الحسم العسكري خسارة للجميع، وتحديداً الجيش اللبناني والمدنيين الفلسطينيين»، مؤكداً «خوفنا على الطرفين من الأذى، وحرصنا على وقف إهدار مزيد من الدماء».
وأفادت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» بأنّ الوفد اجتمع في بيروت أمس وأول من أمس مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وممثل حركة «حماس» في لبنان أسامة حمدان، و«شخصيات أخرى لم يعلن عنها»، قبل أن يعود بعد ظهر أمس إلى مخيم نهر البارد، والالتقاء مجدّداً مع العبسي، الأمر الذي رأته المصادر «تطوراً هاماً في مساعي الوساطة لم تتضح معالمه بعد».
وفي صيدا (خالد الغربي) تسارعت المساعي والاتصالات بهدف التوصل إلى معالجة سياسية لأحداث مخيم نهر البارد، وشهد يوم أمس حركة ناشطة ولافتة للقوى الفلسطينية على مختلف تلويناتها وفصائلها باتجاه القيادات الصيداوية، وفي هذا السياق استقبل رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد وفداً من تحالف القوى الفلسطينية حيث جرى البحث في كيفية إيجاد مخرج لحل الأزمة الناشئة.
وبعد اللقاء تحدث مسؤول الجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة في لبنان أبو رامز مصطفى باسم الوفد، مؤكداً وجود جملة أفكار لحل الأزمة، لكنها لم ترتق بعد إلى مستوى المبادرة، مؤكداً أن لا مصلحة للفلسطينيين في استمرار الوضع الراهن لأنه كلما طال الوقت ضاقت الهوامش. وأوضح أن ما قدمت حركة الجهاد الإسلامي مجرد أفكار لا مبادرة.
إلى ذلك جال وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة مسؤولها في لبنان مروان عبد العال على عدد من الفاعليات الصيداوية، والتقى في اجتماعين منفصلين النائبة بهية الحريري والنائب أسامة سعد. وقال عبد العال إن هناك نشاطاً سياسياً على أكثر من مستوى في محاولة لإيجاد حل لمثل هذه القضية عبر طرح مجموعة من المبادرات تُستخدم من خلالها كل آليات الضغط.
واستقبل رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري وفداً من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة مسؤولها في لبنان أبو عماد الرفاعي الذي قال إن بنود المبادرة يتضمن وقف إطلاق النار والحفاظ على الأمن والاستقرار داخل المخيم والجوار، تشكيل لجنة أمنية من كل القوى والفصائل الفلسطينية لضبط الأمن في المخيم، منع الظهور المسلح داخل المخيم، ووضع آلية لوضع فتح الإسلام والعمل على إيجاد حل لهذه الظاهرة داخل المخيم، مشيراً إلى أن النقطة الأخيرة تشكل إشكالية وقد تحتاج إلى وقت من أجل معالجتها، لكننا بشكل عام سمعنا رداً إيجابياً على هذه المبادرة وما وردنا هو استبعاد الحسم العسكري الذي لم يعد وارداً. كما التقى الرفاعي النائبة بهية الحريري في دارة العائلة في مجدليون. والتقت الحريري للغاية نفسها وفداً من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين برئاسة مسؤول الجبهة في لبنان علي فيصل.
واختتم اليوم الماراتوني الفلسطيني في صيدا بزيارة ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي الذي زار كلاً من رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد والنائبة بهية الحريري والشيخ ماهر حمود. وأشار زكي بعد زيارته صيدا إلى اجتماعات عدة ستعقد اليوم الثلاثاء في مقر ممثلية المنظمة في بيروت بينها اجتماع لفصائل المنظمة وآخر مع تحالف القوى الفلسطينية للتداول الحاسم في كيفية إيجاد حل للأزمة في مخيم نهر البارد مع حركة فتح الإسلام، وللتداول في التفاصيل وفي كل الأفكار المطروحة لمعالجة الأزمة والخروج بموقف فلسطيني موحد.
ونفى زكي أن تكون الدولة اللبنانية أو قيادة الجيش اللبناني قد طلبت منا كفلسطينيين تسليم المطلوبين من فتح الإسلام، مؤكداً حرص القوى الفلسطينية بكل فصائلها على إيجاد الحل الذي يحفظ أمن لبنان واستقراره والمخيمات الفلسطينية، مشيراً إلى عدم وجود مهلة زمنية، وقال: نحن نتعاون مع السلطة اللبنانية إلى أقصى الحدود، ونفذنا جميع ما طلب منا في المرحلة الأولى، مشيراً إلى أن مخيم نهر البارد رهينة بيد هؤلاء ويجب الانتهاء من ذلك.
(الأخبار)