strong> فاتن الحاج
هل تطير «هليكوبتر» طلاب السنة الخامسة ــ هندسة ميكانيكية في جامعة بيروت العربية؟ الجواب ينتظره أصحاب المشروع زياد عيتاني وأيمن الطويل وبلال الهبش وزينب عبد الباقي، في تموز المقبل. تصميم طوافة «1HـUH» يحدث للمرّة الأولى في الجامعة، فهي أول محاولة طالبية جدية، يقول زياد، لتجاوز المقرر الدراسي واختبار تصميم مجسّم الطوافة التي يملكها الجيش اللبناني.
«الهليكوبتر» هي أحد المشروعات الـ67 التي تشارك في اليوم الهندسي العاشر وتتوزع على أقسام كلية الهندسة: الكومبيوتر (14)، الكهرباء (16)، الميكانيك (8)، المدني (11)، هندسة صناعية وإدارية (4)، هندسة عامة (14). لم يخفِ الطلاب المشاركون في افتتاح اليوم الهندسي، أمس، مدى تأثير ظروف البلد في لقائهم السنوي، فعدد الأعمال تقلّص إلى النصف مقارنة مع العام الماضي، وحماسة الاستعداد لم تكن بـ«المستوى الذي نطمح إليه، وخصوصاً أنّ الطاقات تفوق الإمكانات». أما أيام اللقاء فانخفضت إلى يومين بدلاً من خمسة، على أن يختتم النشاط مساء اليوم الثلاثاء بتوزيع الجوائز على المشروعات الفائزة.
لكنّ الظروف لم تنل، بحسب منال جلول (سنة خامسة ــ هندسة اتصالات)، «من قدرتنا على الصمود واستمرار الدراسة على رغم كل التحديات، فقد تسلّح مهندسونا بالإرادة لتقديم ابتكارات هندسية خلّاقة».
افتتح رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عمرو العدوي اليوم الهندسي، بمشاركة عميد الكلية الأستاذ الدكتور خالد بغدادي، والأمين العام للجامعة عصام حوري.
بالعودة إلى «الهليكوبتر»، يوضح زياد عيتاني «أننا بدأنا منذ السنة الثالثة برسم «الماكيت» المبدئية للمشروع التي تضمنت الكثير من الأخطاء». ثم يشرح زياد مراحل العمل وكيف قضى الفريق سنتين من التدريب في كنف الجيش، فتعرّف بكل قطعة من الطوّافة والمشاكل التي قد تواجهها، وصولاً إلى تصميم أوّل طوّافة بهذا الحجم (وزن: 100 كلغ، طول: 6 أمتار، قوّة المحرك: 11 حصاناً). ترتفع «الهليكوبتر» بسرعة متر بالثانية، ويُتحكَّم بها بواسطة الريموت كونترول. ينتظر زياد ورفاقه أن تطير طوّافتهم، مشروع التخرّج الذي يقدّمونه في تموز بعد وضع اللمسات الأخيرة، علماً بأنّ الفريق أجرى الاختبار الأوّلي للطيران على «البطيء»، كما قال زياد. وقد كلّف المشروع 5 آلاف دولار أميركي، تكفّلت بتغطيتها الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني، وعدد من الأصدقاء.
واجتمع 11 طالباً من السنة الخامسة ــ اتصالات (قسم الكهرباء) حول «روبوت» على شكل سيارة لإنقاذ الناس في حالات المآسي، والبراكين والهزات الأرضية، وتحلُّ مكان رجل الإنقاذ وعامل الإطفاء. يغرق أحد أعضاء الفريق محمد شحادة في شرح تفاصيل تقنية ويتحدث عن الحساسية العالية للروبوت، فقد «قمنا بـTest والفعاليّة 100%».
ويقدّم 6 طلاب من السنة الرابعة ــ هندسة مدنية حلّاً لمشكلة الاستيعاب في مبنى كلية التجارة في جامعة بيروت العربية. فبعدما تبين استحالة إضافة طبقة سادسة لعدم قدرة الأعمدة على التحمّل، تحدث الطلاب عن إمكان الحفر وزيادة طبقة تحت الأرض وإن كان المبنى موجوداً. ويؤكد رواد إبراهيم، في هذا الإطار، أنّ المشروع قابل للتنفيذ في منطقة مكتظة سكانياً، أو في أرضٍ غالية الثمن، ويصلح في كل أنواع التربة. ويذكّر بأنّ المهندس يختار عادة المشروع الأقل كلفة والأكثر فائدة.
واختار خمسة طلاب من السنة الخامسة ــ هندسة صناعية وإدارية، تصميم مجسّم مصنع فصل النفايات في صيدا، بغية الاستغناء عن «الجبل» الحالي حيث ينقل يومياً 150 طناً من النفايات.
وفي قسم الكومبيوتر، عكف فضل شعراوي ورفاقه الستة على إنجاز «روبوت» يكتشف الألغام، ويرسم خرائطها، ويمكن إرساله إلى معامل تتسرّب منها مواد كيماوية خطرة وسامة أو منجم ينهار. يتعرّف «الروبوت» بالجسم المشبوه على بعد 150 متراً على الأقل. الفكرة الجديدة في المشروع، يقول شعراوي، هي رسم خرائط الألغام التي لا يعطوننا إياها عادةً، «من هنا نسعى إلى الحصول على براءة اختراع».
أما مشروعات طلاب السنة الأولى ــ هندسة عامة، فغالباً ما تكون تجريدية وخيالية ينفذونها بواسطة «الأوتوكاد» وما شابه، فمحمد عطوي نفّذ مع زملائه الأربعة حضانة تشبه في شكلها الهندسي الدائري وضع الجنين في بطن أمه. ويحاول المشروع الابتعاد عن الأفكار التقليدية، عبر ابتكار ألعاب تناسب مستوى وعي الأطفال.
وتبقى سفينة الباطون التي صممتها الطالبة في الهندسة المدنية والطالب في الهندسة الميكانيكية محمد حراجلي، فتوضح مايا أنّ «الكانواي» يصنع عادة من الخشب ويستخدم للسباق، وتصل سرعته إلى 8 أميال في الساعة.