strong>كمال شعيتو
استعادت الضاحية الجنوبية لبيروت حوادث اطلاق النار العشوائي تجاه السيارات المدنية المشتبه فيها، خاصة لدى وجود ركاب فيها. فبعد حادثة مقتل الشاب مهدي زعيتر برصاص قوى الامن الداخلي، قُتل شخصان على طريق المطار ونجا ثالث، فيما جرح رجل آخر على خلفية عدم امتثال سائق سيارة لأمر التوقف على حاجز للجيش عند مدخل المطار.
وفي التفاصيل أنه عند الساعة الخامسة والنصف عصر يوم أمس، تعرضت سيارة مرسيدس أجرة بيضاء اللون، لإطلاق نار عند حاجز الجيش على مدخل المطار، قرب محطة الكوكودي. الحادث أدى الى مقتل حسن علي كركي (35 سنة) وآخر من التابعية السورية يدعى حمادي حمود الحاج أحمد. بينما تم توقيف علي جمال م. الذي نجا، وهو رهن التحقيق. كذلك أصيب عن طريق الخطأ سائق احدى سيارات الاجرة في بطنه حيث كان متوقفاً في موقف المطار، يدعى علي نور الدين وتم نقله الى مستشفى الرسول الأعظم القريب من المكان، أما القتيلان فقد نقلا الى المستشفى العسكري.
وقد تضاربت الروايات حول الحادثة، فعدد من الشهود الذين كانوا في المنطقة اكدوا أن شخصين كانا يستقلان السيارة وهما كركي و آخر من آل فارس. وعند مرورهما أمام الحاجز، طلب اليهما عناصر الجيش التوقف الا انهما همّا بالهروب، ففتح عناصر الجيش النار وقتلا، بينما اصيب احد المارة برصاصة طائشة. من جهة أخرى، أفاد أحد زملاء الجريح نور الدين، أنه لدى وجودهم في الموقف «سمعنا اطلاق النار وفجأة رأينا زميلنا على الأرض مصاباً بطلق ناري في بطنه». سائق احدى السيارات التي كانت متوقفة على الحاجز، يقول: «فجأة قال لي العسكري انطلق بسرعة الى الامام، فرأيت سيارة مرسيدس مسرعة نحو الحاجز، عندها اتصل العسكري بالدورية الموجودة على مسافة منه، فهمّ العناصر بالركض تجاه السيارة التي غيرت اتجاهها نحو بيروت وأطلقوا النار عليها وقُتل من قُتل». شاهد آخر يناقض الرواية الاخيرة فيقول إن السيارة تعرضت لإطلاق النار على الجهتين.
مصدر أمني مطلع صرح بأن السيارة باسم علي ف. (40 سنة) تحمل الرقم 392256، توقفت عند الحاجز وكان بداخلها 4 اشخاص هم: علي ف. وحسن ك. وحمادي أ. وجمال م. فطُلبت الاوراق الثبوتية، وأشير الى احدهم بالترجل. ولدى تفتيشه، انطلقت السيارة بسرعة فتم اطلاق النار وقتل 3 أشخاص وجرح رابع. أما الشخص الرابع الذي نزل عند الحاجز، فقد تم توقيفه رهن التحقيق.
في سياق آخر، كانت لافتةً الإجراءات الأمنية المشددة على الصحافيين مانعة اياهم من الاقتراب، وتم فرض طوق حول المكان وجرى تفتيش السيارة ورفعت الأدلة الجنائية.