عــــرض أحداث «البارد» للســـفراء العـــرب وممثــــلي أعضاء مجــلس الأمـــن
ذكرت مصادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أنه يشدد «على ضرورة إعطاء فرصة للحل السلمي لمشكلة مخيم نهر البارد لكن في اطار انهاء ظاهرة «فتح الاسلام»، وإلا فإن الدولة تحتفظ بكامل الخيارات التي لديها، مؤكداً «ان الجيش يبقى الجهة الشرعية الوحيدة التي تملك حق استخدام القوة ملاذاً أخيراً».
وكان الرئيس السنيورة قد استقبل امس السفراء العرب المعتمدين في لبنان والسفراء الممثلين للدول الاعضاء في مجلس الامن والممثلين للمنظمات الانسانية والدولية واللبنانية والعربية، وعرض لهم في مذكرة احداث الشمال
حيث قامت عناصر «فتح الإسلام» «يوم الأحد الواقع فيه 20 أيار، بمهاجمة مواقع الجيش اللبناني في طرابلس، وقتلت بوحشية 32 جندياً كان معظمهم خارج الخدمة آنذاك»، مؤكداً أن «التحقيقات، واستناداً إلى الاعترافات التي أدلى بها بعض المشتبه فيهم والموقوفون» بيّنت «أن «فتح الإسلام» تقف وراء التفجيرين الإرهابيين اللذين طالا الباصين في منطقة عين علق»، كما تبين «أن هذه المنظمة مسؤولة عن عدد من السرقات» لافتاً إلى أن الاشتباكات الأخيرة تزامنت «مع ثلاثة تفجيرات طالت الأسبوع الفائت بيروت وعاليه، وأشارت التحقيقات الأولية إلى إمكان تورط المنظمة نفسها بذلك».
ورأى السنيورة أن «هذه الحرب ليست حرباً بين لبنان والفلسطينيين، إنما هي حرب شنت على اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء» مؤكداً «اننا نتصدى لمجموعة متطرفة تعرف باسم «فتح الإسلام» تضم بين صفوفها إرهابيين من جنسيات مختلفة دخلوا لبنان خلسة، وتجمعوا في مخيم نهر البارد، فاستخدموه قاعدة لعملياتهم واستولوا فعلياً على قراره ضد إرادة قاطنيه». وأشار إلى إدانة السلطة الفلسطينية وبقية الفصائل الفلسطينية هذا التنظيم والاعتداء الذي تعرض له الجيش اللبناني، والتزامها مساعدة الدولة اللبنانية على وضع حد لهذه الظاهرة. كما ذكّر بالبيانين اللذين صدرا عن جامعة الدول العربية ومجلس الأمن في الأمم المتحدة و«دعما فيهما جهود الحكومة اللبنانية، ».
ولفت الى أن الحكومة طلبت وبمساعدة المجموعات الفلسطينية المحلية من «فتح الإسلام» الاستسلام، ليمثلوا أمام القضاء العادل، مؤكداً التزام الحكومة «القضية الفلسطينية المحقة وتضامنها مع الشعب الفلسطيني» وأنها بذلت «جهوداً حثيثة لتحسين مستوى معيشة اللاجئين الفلسطينيين القاطنين في المخيمات، كذلك عملت جاهدة على تأمين دعم المجتمع الدولي لخطتها الهادفة إلى تحسين الظروف السائدة في المخيمات.
وإذ أكّد الحرص «على الوضع الإنساني في مخيم نهر البارد» متهماً «فتح الإسلام» باتخاذ اللاجئين في المخيم «دروعاً بشرية» أوضح أنه «وفقاً لمصادرنا ولوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» تبيّن أن الغالبية الكبرى من المقيمين في المخيم قد تركته بالفعل، ويجري الاهتمام بهم من أجهزة الحكومة اللبنانية المختصة».
ورأى السنيورة أن «المجتمع الدولي اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم، وعليهم في هذا الظرف إيفاء التزاماتهم». وقال «اننا نحارب الإرهابيين لحماية لبنان وتأمين سلامة وأمن كل قاطنيه من لبنانيين وفلسطينيين وآخرين. ولا يمكن أي دولة في العالم أن تسمح باستهداف جيشها ومواطنيها بهجمات لا يمكن وصفها إلا بالبربرية داخل حدودها، خصوصاً على يد مقاتلين أجانب دخلوا البلد خلسة. وتبذل الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني أقصى الجهود لمعالجة هذا التهديد في بحسم وحذر. وكل خيار بديل عن هذا الحسم ستكون له تبعات ونتائج خطيرة جداً على لبنان وهذه المنطقة، إذ سيتحول لبنان أرضاً خصبة لنشاط كل إرهابي أو خارج على القانون في العالم».
وشدد على أن «لبنان يرفض ويدين الإرهاب أينما وقع، ولن يتسامح معه على أرضه مهما كانت الظروف» مؤكداً «أن الجيش اللبناني بمؤازرة كل شرائح الشعب اللبناني ودعمها يبقى الجهة الشرعية الوحيدة التي تملك حق استخدام القوة ملاذاً أخيراً بهدف الدفاع عن استقراره وأمن مواطنيه. ولن يكون لبنان أرضاً لخرق القانون والإفلات من العقاب».
من جهته أوضح رئيس الصليب الأحمر اللبناني سامر الدحداح بعد اللقاء نه «تم الاتفاق على تلبية الحاجات الناتجة من أحداث مخيم نهر البارد بشكل أفضل، وجرى الاتفاق على تأليف هيئة تنسيق بين جميع المنظمات المعنية».
وأجرى السنيورة اتصالات هاتفية بكل من الرئيس المصري حسني مبارك، ملك الاردن عبد الله الثاني، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا طابو مبيكي، ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي. وعرض لهم تطورات الاوضاع في لبنان، والاجواء ومجلس الامن.
وذكرت مصادر الرئاسة المصرية أن مبارك بحث مع السنيورة تطورات أزمة مخيم نهر البارد، ولم تذكر مدى صحة التقارير الدبلوماسية الغربية التي تحدثت عن استعداد مصري لتقديم مساعدات أمنية وعسكرية للحكومة اللبنانية في إطار تمكينها من القضاء على عناصر «فتح الاسلام».
وقالت مصادر مصرية إن القاهرة تنتظر رداً سورياً على رسالة غير معلنة وجهتها أخيراً للقيادة السورية تستوضح فيها ما يتردد عن دعم سوريا لـ«فتح الاسلام». وأشارت المصادر إلى أن الرسالة دعت سوريا إلى استغلال الموقف لتأكيد حرصها على امن الشعب اللبناني ومصلحته، وتصفية الخلافات العالقة في ملف العلاقات المتوترة بين بيروت ودمشق. وقالت المصادر إن «القاهرة تبذل جهوداً غير معلنة لدى الرئيس السوري بشار الأسد بغية ضبط السياسة السورية في لبنان استناداً إلى ما سمّته «العهد القديم» الذي قطعه الرئيس مبارك لنظيره السوري الراحل حافظ الأسد».
وأعلنت رئاسة الحكومة أنها تلقّت سلسلة مواقف داعمة لها، عبر وزارة الخارجية من منظمة المؤتمر الاسلامي والحكومة اليابانية.
واستقبل السنيورة موفد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عبد الملك المخلافي، ثم اجتمع السنيورة بلجنة متابعة «قوى الرابع عشر من آذار».
وترأس السنيورة اجتماعاً وزارياً تشاورياً حضره 13 وزيراً.
(الأخبار، وطنية)