رأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن لبنان يخوض معركة «الدولة أو اللادولة»، مشيراً الى «أننا في وضع لا يحتمل المساومة»، ومشدداً على ضرورة تحسين أوضاع الفلسطينيين.وأكّد السنيورة أمام «خلية العمل» التي أقيمت في رئاسة مجلس الوزراء لمتابعة أزمة مخيم نهر البارد، أنه «ضنين حتى بضربة كف يمكن أن توجه الى اي فلسطيني في لبنان»، معتبراً أن «هذه الحكومة هي السباقة التي أطلقت الاهتمام الفعلي والحقيقي بالفلسطينيين وسعت من خلال خطة عمل تولتها لجنة الحوار اللبناني ــــــ الفلسطيني الى الحد من معاناتهم، ولها إنجازات على امتداد عام ونصف عام، وليست وليدة الظروف الحالية». وقال: «تابعنا ملف الفلسطينيين على حد السكين، وخضعنا، ولا نزال، الى الابتزاز المتواصل، واتهمنا بأننا نعمل على التوطين».
ورأى أن لبنان «يخوض اليوم معركة الدولة أو اللادولة» مشيراً الى «اننا في وضع لا يحتمل المساومة. ولا نستطيع أن نهادن في موضوع الإرهاب. ولسنا الدولة الوحيدة التي تفرض عليها مصلحتها وأمن مواطنيها أن تتخذ موقفاً صعباً».
وشدد على «ان الدم الفلسطيني حار. ولا نستطيع أن نحمل تبعات إراقته»، موضحاً «اننا لسنا في هذه المعركة للاعتداء على الفلسطينيين، بل لرد الاعتداء الحاصل على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء». ونبّه الى أن «الحملات التي يشنها البعض لغايات سياسية لا تفرق بين الحكومة والدولة. فالحكومات تتعاقب، اما الدولة فتبقى، ويجب ان تبقى قوية ومتماسكة بانفتاحها وتعدديتها وغناها. ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجمنا بحجر. الكل بلل يديه بالدولة. واليوم يرشقون الدولة من خلال الحكومة في الوقت الذي نجهد فيه بكل امكاناتنا للمحافظة على وضع مخيم نهر البارد، ونحن في أتون المعركة التي يشنها الإرهاب على الجيش اللبناني. كذلك نحن حريصون على وضع النازحين من المخيم وعلى كل قطرة دم فلسطينية حرصنا على كل قطرة دم لبنانية».
وتوجّه السنيورة الى «أصحاب حملات المزايدة على حماية المدنيين الفلسطينيين» مؤكداً «إنني لم أغيّر قناعاتي المنبثقة من خلفيتي القومية ومن التزامي الثابت بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة تحسين أوضاع الفلسطينيين الذين يعيشون الى جانب اللبنانيين».
واستقبل رئيس الحكومة السفراء الأجانب والقائمين بالاعمال في لبنان ومن بينهم سفير الجمهورية الإيرانية محمد رضا شيباني (الذي لم يزر السرايا منذ استقالة الوزراء من الحكومة)، وأطلعهم على تطورات الوضع في الشمال والإجراءات التي تتخذها الحكومة لتثبيت الأمن، إضافة الى إجراءات لمساعدة النازحين من المخيم. ولدى مغادرة السفير الإيراني سئل عن سبب غيابه عن السرايا، فأكد انه لم ينقطع عن زيارتها. وسئل عن مبادرة الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي لاريجاني وإذا كان قد ابلغها إلى المسؤولين اللبنانيين، فأجاب: «هي مجرد أفكار فقط».
واستقبل السنيورة، سفير مصر في لبنان حسين ضرار الذي أوضح بعد اللقاء أن البحث «تناول آخر المستجدات على الساحة المحلية لا سيما بالنسبة لما يجري في مخيم نهر البارد، اضافة إلى زيارة رئيس الجمهورية العماد إميل لحود إلى بكركي ولقائه بالبطريرك مار نصر الله بطرس صفير». ونقل عن السنيورة أنه لا يعرف شيئاً عن مبادرة لحود ولم يتبلغ شيئاً بشأنها بعد.
والتقى السنيورة قائد الجيش العماد ميشال سليمان والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» انه جرى عرض التطورات الميدانية والخطط التي ينوي الجيش تنفيذها في مواجهة جماعة «فتح الإسلام».
وعرض السنيورة مع هيئة التنسيق بين المنظمات الدولية المعنية بشؤون إغاثة النازحين الفلسطينيين عن مخيم نهر البارد سبل تفعيل التنسيق بين هذه المنظمات لاغاثة النازحين من المخيم.
(وطنية)