طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
مرّ الأسبوع الماضي ثقيلاً على مدينة طرابلس، وعاشت أحداثاً لم تعهدها منذ أكثر من 20 عاماً، بعدما خيّم على عاصمة الشمال كابوس الاشتباكات والمداهمات.
ومع الشائعات التي جعلت الطرابلسيين يعيشون في هاجس احتمال تغلغل عناصر حركة «فتح الإسلام» في مناطقهم، يبادر سكان المدينة بالاتصال بالقوى الأمنية بهدف إبلاغها عن شخص يشتبهون به، وخاصةًً إذا كان من أصحاب اللحى.
وساهمت مبادرات المواطنين في توسّع رقعة المداهمات التي قام بها عناصر المخابرات وفرع المعلومات وأمن الدولة والاستقصاء، بحيث لم تبقَ منطقة في طرابلس في منأى عنها.
ورغم أنّ القوى الأمنية تكتّمت على عدد الموقوفين في عمليات الدهم، فإنّ مصادر أمنية أشارت لـ«الأخبار» إلى أنّ «عدد الموقوفين بلغ المئات، لكنّ الذين سلّموا للقضاء هم 8 فقط، ولا يزال هناك بعض الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية في الشمال، يجرى التحقيق معهم قبل أن يطلقوا أو يحالوا على النيابة العامة».
وعلمت «الأخبار» أن آخر من أحيلوا على النيابة العامة العسكرية هو اللبناني وسام ج. من طرابلس، الذي كان يقوم بأعمال مراقبة بواسطة منظار، والفلسطـــــــــــيني ابراهيم م. الذي أوقــــــف في طرابلس قبل ثلاثة أيام.
من جهة أخرى، ذكر شهود عيان أنّ «التوتّر الشديد لا يزال يخيّم على منطقة التبّانة منذ مقتل بلال المحمود الملقب بـ«أبي جندل» على يد عناصر من قوى الأمن الداخلي، وأنّ حملات الدهم لم تشمل المنطقة منذ ذلك الحين، لا بل إنّ كل الحملات تتركز على أطرافها، وفي المناطق القريبة منها».
إضافةً إلى ذلك، أوضحت المصادر الأمنية أن «20 جثة لمسلحي حركة «فتح الإسلام» الذين قضوا في الاشتباكات التي دارت مع الجيش في طرابلس الأسبوع الماضي، لا تزال موجودة في برّادات مستشفيات طرابلس، وتحديداً في مستشفيات الإسلامي والحنان والحكومي، من ضمنهم جثة امرأة مبتور جزؤها السفلي، مما يرجح أن تكون قد فجّرت نفسها بحزام ناسف أثناء الاشتباكات».