strong> نادر فوز
«لا يعنينا من يمثلّنا في الهيئة، ما دامت الأطراف المتصارعة عليها لا تهدف إلاّ إلى تحقيق انتصار سياسي بعيداً من هموم الطلاب ومشاكلهم الأكاديمية». لم يعد هذا الموقف الذي أطلقته الطالبة في السنة الثانية في كليّة التربية ـــــ الفرع الثاني (الدكوانة)، فريداً في كليّات الجامعة اللبنانية، بل أصبح حالةً يتفق عليها طلاب كثيرون ملّوا من القوى السياسية المسيطرة على الجامعة، إدارةً وموظفين وهيئات طلابية.
وكان عميد الكليّة الدكتور مازن الخطيب قد أصدر قراراً بإلغاء الانتخابات الطلابية لهذا العام، علماً بأنه كان من المقررّ إجراؤها أمس، ما أدى إلى استنكار معظم الأطراف الممثلة في الكليّة. واحتجاجاً على القرار، نفّذ طلاب التيار الوطني الحرّ في الكليّة اعتصاماً رمزياً أمام مكتب الإدارة، فيما نقلت الأطراف الأخرى مسألة «الشرعية» من الحكومة إلى الهيئة الحالية.
وأكّد المسؤول الطلابي في حزب الكتائب ماريو أبي نخّول أنّ قوى 14 آذار، المتمثلة بالكتائب والقوات اللبنانية، تطالب بإجراء الانتخابات باعتبار أنّ الحسابات الانتخابية تشير إلى فوزها، متسائلاً عن الاتهامات التي يطلقها عدد من مسؤولي القوى حول «خوفنا من العملية الانتخابية». ولفت أبي نخّول إلى «أنّ تحالفنا استطاع العام الماضي معادلة الأرقام في الهيئة بعدما كانت الكليّة ذات لون واحد خلال الأعوام السابقة»، مشيراً إلى أنّ التيار فاز بالرئاسة بفارق السنّ بين المرشحين». واعتبر أبي نخّول أنّه في حال عدم التراجع عن هذا القرار سيُطرح سؤال «عمّا إذا كانت ستبقى الهيئة الطلابية شرعية». واستبعد أبي نخّول إمكان تأليف هيئة توافقية بين الأطراف، مشيراً إلى أنّ الهيئة الحالية شبه التوافقية «لم تجتمع إلا مرّتين خلال ولايتها لهذا العام»، وأضاف: «ليس من توافق في السياسة، وحصول ذلك يعني عدم العمل إذ لا يمكن لهيئة توافقية أن تأخذ قراراً». ولبتّ الأمر، أشار أبي نخّول إلى أنّهم بانتظار «قرار مجلس الطلبة ليتّخذ قراراً في هذا الموضوع»، لافتاً إلى اقتراح قوى 14 آذار قيام مديرة الكليّة بتوزيع المهام».
أما مسؤول دائرة الجامعة اللبنانية في لجنة الشباب والشؤون الطلابية في التيار الوطني الحرّ، روك مهنّا، فتحدث عن ضغوط مورست على عميد التربية، المنتمي إلى تيار المستقبل، من قبل ممثلة الكتائب في الكليّة، إذ «اتصلت به قبل يومين من موعد الانتخابات بهدف تمديد مهلة الترشّح». ولفت مهنّا إلى أنّ التيار كاد يفوز بالهيئة، مشيراً إلى أنّ «عدم ترشّح مندوبة الكتائب يعني عدم استعدادهم لخوض المعركة». وعن تأجيل العملية الانتخابية، رأى مهنّا أنه يجب المحافظة على الترشيحات كما هي، مؤكداً استعداد التيار للمعركة «مهما عدّلوا في عدد المقاعد»، موضحاً أنّ الاعتراض جاء على توقيت تغيير النظام الانتخابي لا على التعديل، مطالباً «بإقرار نظام انتخابي واضح يحدّد عدد المقاعد». وأكّد مهنّا استكمال الهيئة الحالية متابعة تصريف الأعمال لحين إجراء انتخابات جديدة، ملوّحاً «بردّ قاسٍ في حال التعرّض للهيئة الحالية».
ويبدو أنّ مسؤول دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب القوات اللبنانية، سعيد الأسمر، لم يرد التصريح أو استمّر في تطبيق قرار سياسي يقضي بمقاطعة «الأخبار» إذ تحجّج مجدداً بحضوره اجتماعاً، فطلب في مكالمة هاتفية أولى «اتصلوا بي بعد ساعة واحدة تماماً، فأنا في اجتماع». وفي محاولة ثانية لم يردّ الأسمر على هاتفه الخلوي.
من جهته، أحال عميد الكليّة الدكتور مازن الخطيب مسؤولية البتّ في متابعة الهيئة الطلابية لمهامها إلى دائرة القضايا في الجامعة اللبنانية، مشيراً إلى عدم انتباه الطلاب والقوى الطلابية لقانون الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية «الذي ينصّ على تمثيل 3 مندوبين لـ150 طالباً، و4 مندوبين إذا فاق العدد 150»، لافتاً إلى «أننا لم نبلّغ الطلاب هذا الأمر ظنّاً منا أنّهم يملكون معلومات كافية عن قانون الاتحاد». وأوضح الخطيب أنّه كان من المقرر تأجيل الانتخابات إلى نهار الثلاثاء المقبل، إلا أنّ الأجواء ليست مناسبة لإجرائها «باعتبار أنه يجري تكثيف الدروس لإنهاء السنة الدراسية في 20 حزيران المقبل، إضافةً إلى تفادي أي حادث أمني نظراً للظروف الحالية واعتراض مجموعة من الطلاب على التمثيل وعدد المندوبين». وأشار الخطيب أيضاً إلى صرف نظر الأطراف المتصارعة عن المشاكل الأكاديمية وتحسين جودة التعليم، وحصر الانتخابات بالمنافسة السياسية «وخصوصاً أنّ الهيئة الحالية لم تجتمع سوى مرّتين خلال فترة ولايتها منذ آذار الماضي».