بترحيب وتقدير تلقفت شخصيات وأحزاب في قوى المعارضة، اقتراح رئيس الجمهورية اميل لحود تأليف حكومة إنقاذ سداسية، فيما رفضه موالون رأوا أنه «متأخر ومشبوه وسيئ وخبيث ومحاولة إنقاذ أخيرة للنظام السوري من قيام المحكمة الدولية».وفي اطار الترحيب بالاقتراح، رأى النائب اسماعيل سكرية أنه «مطلب محق وهدفه توحيد الصف الداخلي للتعاطي مع الظروف الخطيرة». وحذر من أن عدم السير به «سيؤدي الى قيام حكومتين»، وأنه لا بدائل «سوى المزيد من التداعي»، مستغرباً اعتباره «قفزة نحو المجهول».
وقال رئيس المجلس الماروني العام وديع الخازن، إنه «طرح على مستوى المرحلة»، وإن رئيس مجلس النواب نبيه بري «كان أشد المتحمسين لهذه الخطوة الإنقاذية». وقال رئيس تيار التوحيد وئام وهاب، إن رئيس الجمهورية «سيبادر الى تأليف حكومة تستطيع أن تمسك بالوضع»، معرباً عن اعتقاده بأن النائب سعد الحريري رفض الاقتراح «قبل أن يطّلع على تفاصيله، في خطوة صبيانية». وسأل الوزير السابق ميشال سماحة «بعض الأكثرية وكبارهم: الى أين يأخذون البلد، وبأي حق يرفضون الوفاق الداخلي وحكومة إنقاذ».
وأجمعت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي والأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي فيصل الداود ورئيس حزب التضامن إميل رحمة، على الدعوة الى دعم الاقتراح وتأييده والتجاوب معه.
ورأى النائب فريد الخازن أن طرح لحود «يسهم في تحصين البلد»، ووصفه مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل، بأنه «مبادرة إنقاذية أخرى تحاول تجنيب البلاد الوصول الى انقسام فعلي ونهائي»، وأحد «المخارج الحقيقية التي تحفظ الجميع ولا تستثني أحداً ولا تُغلّب أحداً على حساب الآخر». وتوجّه رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، الى «الذين اعتادوا رفض مبادرات الحلول والتلطي خلف دماء الشهيد الحريري»، بالقول «إن هذه الألاعيب لم تعد تنطلي على أحد».
وأيّدت لجنة المتابعة للأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية بعد اجتماعها امس في مقر المكتب السياسي لحركة «أمل» في بيروت مبادرة لحود ورأت «أن استمرار الحكومة الفاقدة للشرعية في عنادها بخرق الدستور ورفض الحلول التي تضع حداً للانقسام في البلاد ومواصلة المراهنة على إقرار محكمة دولية تحت الفصل السابع لاستخدامها من الادارة الأميركية، ووسيلة من أجل زيادة وتيرة التدخل في الشؤون الداخلية، يزيد من تسعير التناقضات والصراعات المحلية ويعطل إمكانات الخروج من الأزمة وسبلها، فضلاً عن إلحاق الضرر الكبير بإمكان كشف حقيقة من اغتال الرئيس رفيق الحريري».
وعلى عبارتي «متأخر ومشبوه»، اتفق الوزير مروان حمادة والنائب السابق فارس سعيد، لوصف الاقتراح. واستغرب الأول أن «يأتي الرئيس لحود في اليوم الأخير قبل المحكمة بتلك المبادرة وهو يقول اليوم قبل الغد، لأن الغد كان غد المحكمة الدولية».
ورأى أيضاً النائب وائل ابو فاعور، أن الاقتراح «محاولة إنقاذ أخيرة للنظام السوري من قيام المحكمة الدولية، وإطلاق مرحلة جديدة من المسعى الانقلابي دستورياً بعدما فشلت المحاولة الانقلابية عبر التظاهرات والاعتصامات».
وقال النائب وليد عيدو إن لحود قصد من وراء طرحه «تحويل الأنظار عن المحكمة الدولية، وقضية «فتح الإسلام»، ورأى أن ذلك «سيئ وخبيث».
وذهب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى حد اعتبار الاقتراح «مؤشراً يدل على أنهم من أرسل منظمة «فتح الاسلام» لافتعال هذه الأزمة بغية الضغط علينا لنيل الحكومة التي يريدونها».
(أخبار لبنان، وطنية، مركزية)