صيدا - خالد الغربي
رأى رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد أن «السلطة الحاكمة وقعت في الحفرة التي كانت تحفرها لقوى المعارضة والمقاومة»، وقال في حديث إلى «الأخبار» إن «هذه السلطة وقعت في شرور أعمالها وأوقعت معها البلاد في سلسلة من المآزق الأمنية والسياسية الخطيرة».
ورأى سعد أن هناك «من لا تعجبهم العقيدة القتالية والوطنية للجيش، فيحاولون ويعملون لاغتياله عبر توريطه، لكن ما دام الجيش متمسكاً بعقيدته فإن أحداً لن يستطيع توريطه وسيبقى حامياً للوحدة الوطنية والأمن والاستقرار والمقاومة»، مذكراً بالمواقف العديدة «للسلطة وفريقها الذين لم يخفوا لا في السابق ولا الآن توجّههم في إعادة صياغة العقيدة القتالية للجيش بما يتناسب مع التوجّهات الأميركية، وقد حاولوا سابقاً توريط الجيش في نزع سلاح المقاومة، لكنهم فشلوا».
ويقرأ سعد ما يجري «في سياق متكامل وغير مفصول، ويرى أن الولايات المتحدة أيقنت أنها عاجزة عن مسك الساحة اللبنانية وجعلها مركزاً لها، وخصوصاً بعد فشل عدوان تموز. وبعد سلسلة مآزقها في أكثر من مكان تتجه إلى تصدير فوضاها الخلّاقة إلى لبنان بالتنسيق مع قوى لبنانية حيث حضّرت الساحة لمثل هذا الخيار على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. ومن هنا نشهد تعميم ثقافة الفوضى الخلّاقة»، مبدياً خشيته من المزيد من عدم الاستقرار والهزّات الأمنية.
ورأى أن «الفريق الحاكم أوقع البلاد في شر أعماله حين عمل على تغذية الحالات الطائفية والمذهبية ورعايتها، ووقع في الخطأ والمجهول عندما راح أقطابه يخلقون الذرائع والمبررات لظاهرة قيام مجموعات مسلحة على أسس طائفية ومذهبية وتوفير شحنات من المنشطات، بهدف إيجاد ما يعتقده تكريس معادلة «التوازن» مع سلاح المقاومة الذي هو سلاح حام للوحدة والوطن والاستقرار، ولم ينجرّ على رغم الاستفزازات التي مورست إلى الفتن، ولم يغيّر وجهة البوصلة. بينما السلاح الآخر من المعادلة الخاطئة للسلطة لا وظيفة له إلا زعزعة الأمن والاستقرار وضرب مقومات الدولة». واستعاد تحذيره سابقاً من «دعم تيار سياسي سلطوي في صيدا لمجموعات أصولية مسلحة راحت تنشر الفوضى في منطقة التعمير، وهذا ما أكدته لاحقاً الكثير من الوقائع والتقارير الصحافية المحلية والعربية والدولية».
وقال سعد إن «كل الاحتمالات تبقى مفتوحة»، مبدياً قلقه من «الخطورة التي آلت إليها الأمور، وإذا لم تبادر القوى السياسية المختلفة، وخصوصاً قوى السلطة إلى تسوية سياسية ينتج عنها حكومة وحدة وطنية تعبر عن إرادة جامعة لكل اللبنانيين وتعالج الأزمات التي أنتجتها قوى السلطة على المستويات الأمنية والوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك العلاقة اللبنانية ـــ الفلسطينية، فإن الأمر متّجه إلى مزيد من التعقيد والتوترات».
وعن تصريحات مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني التي تتهم المعارضة بالرهان على انتصار «فتح الإسلام» أجاب سعد أنه «لو كان سماحته مدركاً لدوره وقائماً به لجهة التوجيه والدعوة إلى الإسلام الصحيح لوجّه اتهاماته لأصدقاء أميركا وإسرائيل في تقويض الأمن والاستقرار في لبنان والعراق وفلسطين بدل توجيه الاتهامات إلى المعارضة الوطنية».
من جهة ثانية، وفي إطار متابعته للأحداث والتطورات الأمنية التي تجري في نهر البارد، أجرى النائب سعد اتصالات شملت كلاً من: الرئيس عمر كرامي، رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية والداعية فتحي يكن.