بسام القنطار
كشف مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي أن لقاءه مع الرئيس فؤاد السنيورة لم يحمل جديداً على مستوى حلّ أزمة مخيم نهر البارد. واعتبر الرفاعي، الذي كان قد طرح مجموعة أفكار عامة لحل الأزمة، أن الرئيس السنيورة يصرّ على تسليم جميع المتورطين في الجرائم من عناصر فتح الإسلام، لا بل أكثر من ذلك فإنه يصرّ على تسليم جميع عناصر فتح الإسلام بمعزل عن ثبوت تورطهم في جرائم جنائية. وكان جواب الرفاعي أن هذا الخيار من المستحيل أن يلقى تجاوباً من قبل فتح الإسلام، ما استدعى التأكيد من قبل الرئيس السنيورة على أن الحكومة ماضية في إعطاء أوامر واضحة للجيش اللبناني بالتصرف». وأكد الرفاعي أن السنيورة حرص على تبني معالجة كل التداعيات الإنسانية المترتبة عن الأحداث، وخصوصاً موضوع إعادة الإعمار، لكنه تساءل حول مدى قدرة الدولة اللبنانية على الوفاء بوعودها إذا ما استمرت المواجهات، لأنه إلى الآن هناك أكثر من 200 وحدة سكنية مدمرة بالكامل في مخيم نهر البارد. وخلص الرفاعي إلى اعتبار أنه «لا جديد» نتج عن الاجتماع مع السنيورة سوى تجديد الحرص على متابعة المساعي. واستبعد الرفاعي استخدام الخيار العسكري، مؤكداً أن معادلة «إما التسليم أو التصعيد» غير قابلة للتطبيق.
من جهته، كشف مسؤول الساحة اللبنانية في جبهة التحرير الفلسطينية محمد ياسين لـ«الأخبار» أن مساعي حثيثة تبذل لاستكمال ما خرج به الاجتماع المشترك لفصائل منظمة التحرير وقوى التحالف الفلسطينية، أول من أمس، لناحية تكليف ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان وعضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال متابعة المشاورات للخروج بموقف فلسطيني موحّد بإزاء أحداث نهر البارد بعد الكلام الذي أطلقه، مساء أول من أمس، أمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين بحق بعض فصائل قوى التحالف والذي ترك استياءً في صفوف هذه القوى وأدّى إلى رفض استكمال هذه المشاورات. وأشار إلى أن قوى التحالف رفضت المشاركة في الزيارة التي كانت مقررة إلى مخيم البداوي اليوم والتي خطط لها لتضم جميع فصائل التحالف والمنظمة، الأمر الذي أكده علي فيصل مسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين الذي أعلن لـ«الأخبار» أن فصائل المنظمة تتشاور في ما بينها حول احتمال القيام بالزيارة، مبدياً حرصاً شديداً من قبل عدة فصائل ومنها الجبهة الديموقراطية لرأب الصدع وتوحيد الرؤيا، مستبعداً أن تكون آفاق الاتفاق بين فصائل التحالف والمنظمة قد انسدّت. وتشير المعلومات إلى أن الوفد الفلسطيني، المتوقع وصوله إلى لبنان بناءً على رغبة الرئيس محمود عباس، ربما يسهم في حسم التباين القائم بين الفصائل الفلسطينية والمنظمات.
ورأت فصائل قوى التحالف أن كلام أبو العينين كرّس الانقسام السياسي بعد توجيهه اتهامات لأطراف من الفصائل، ما حال دون اجتماع عبد العال وحمدان. وكشف ياسين «أن الأطراف المعنية في منظمة التحرير الفلسطينية أبلغتنا عدم التزامها بما قاله أبو العينين. إلاّ أن موقع الأخير في المنظمة يجعلنا نأخذ في الاعتبار ما يطلقه من مواقف. وفي كل الأحوال نحن لا نريد أن نجتمع لمجرد الاجتماع، بل نود أن نخرج بنتائج عملية، لأنه لا يجوز أن نتحدث بأكثر من لغة في ظل معاناة شعبنا. ولم يتوقع ياسين انعقاد اللقاء مجدداً قبل 48 ساعة.